ابن ميلوشيفيتش يطلب اللجوء السياسي لدى طالبان خوفا من المافيا الصربية

TT

قالت مصادر صربية ان ماركو ميلوشيفيتش ابن الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش غادر يوغوسلافيا متوجها الى افغانستان قبل يومين فقط من ترحيل والده الى سجن «شفينيجن» في لاهاي، بعد ان سلمته السلطات الصربية لمحكمة جرائم الحرب الدولية.

وقال بورفوي تانيتش قريب عائلة ميلوشيفيتش، وشاهد زواج ماركو، لصحيفة «سفيدوك» الصربية ان ماركو ميلوشيفيتش اضطر الى مغادرة يوغوسلافيا متوجها الى افغانستان بسبب التهديدات بقتله وقتل ابنه وزوجته، وكان من المفروض ان يعود الى بلغراد لكن تسليم والده لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي بدل مجرى حياته، لذلك قرر طلب اللجوء السياسي من حكومة طالبان في افغانستان.

ولم يشرح بورفوي تانيتش الأسباب التي جعلت ماركو يختار افغانستان بالذات رغم ان اسلوب الحياة فيها، وتطبيقها لقوانين الشريعة لا يتناسب مع اسلوب حياته، الا ان البعض يقول ان السبب هو عدم جرأة المافيا الصربية التي تريد تصفيته، على الاقتراب من دولة كأفغانستان، فاذا كانت الولايات المتحدة، وهي الدولة الكبرى، قد عجزت عن كشف مكان اختفاء اسامة بن لادن في هذا البلد فلن تتمكن المافيا الصربية من كشف مكان اختباء ماركو، والذي يمكنه ان يقدم اموالا طائلة لأفغانستان مقابل اللجوء اليها.

وكان ماركو ميلوشيفيتش قد غادر يوغوسلافيا بعد هزيمة والده وأمه في الانتخابات العامة العام الماضي، وعاد اليها من جديد، حيث عاش متخفياً لفترة.

من جهتها لم تحصل ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش على تأشيرة دخول الى هولندا لأن اسمها مدرج على اللائحة التي كان الغرب قد اصدرها لمنع دخول اكثر من 100 مواطن يوغوسلافي بعد احداث كوسوفو والقصف الأطلسي ليوغوسلافيا في ربيع عام 1999. وتريد ماركوفيتش لقاء زوجها لاقناعه بقبول فريق المحامين الذين اتفقت معهم للدفاع عنه امام محكمة جرائم الحرب في لاهاي، ويترأس هذا الفريق المحامي الكندي كريستوفر بلاك ومن المحامين الذين انضموا للفريق المدعي العام الاميركي السابق رامزي كلارك. وكان كلارك قد دافع امام المحاكم الاميركية عن مجرم الحرب رادوفان كرادجيتش بسبب الدعوة القضائية التي قدمتها سيدات بوسنيات امام المحاكم الاميركية.

وحصل كلارك، وهو عضو اللجنة الدولية لحشد تأييد لميلوشيفيتش، امس على تصريح لزيارة رجل الصرب المحبوس في مركز اعتقاله التابع للامم المتحدة في لاهاي بصفته عضوا في جماعة مهتمة بالقضية وليس بصفته محاميا. وقال جيم لانديل المتحدث باسم محكمة جرائم الحرب امس: «كان ردنا هو ان بامكان كلارك ان يزور ميلوشيفيتش، لكننا لا نعلم متى ينوي زيارته».

وتم تشكيل اللجنة الدولية للدفاع عن ميلوشيفيتش يوم 24 مارس (اذار) الماضي، بعد عامين من شن حلف شمال الاطلسي حربه الجوية ضد يوغوسلافيا بهدف معلن هو انهاء قمع الصرب للألبان في اقليم كوسوفو.

ودافع كلارك الذي يؤيد قضايا غير مألوفة، عن مفجر لسفارة اميركية وعن رجل دين رواندي عجوز يكافح ضد تسليمه الى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات بمذابح جماعية. وقال انه يرغب في المساعدة في الدفاع عن ميلوشيفيتش.

وكان كلارك، الذي شغل منصب وزير العدل الاميركي في الفترة من عام 1967 الى عام 1969 عندما هزت الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام الولايات المتحدة، من منتقدي العقوبات الاميركية ضد العراق وقام بزيارات عديدة لبغداد.

ورفض ميلوشيفيتش الاعتراف بسلطة محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة التي تحاكمه باتهامات ارتكاب جرائم ضد الانسانية ومذابح جماعية وطرد البان من كوسوفو وأصر على عكس جميع المتهمين الآخرين، على الدفاع عن نفسه.

وقام عضو آخر في اللجنة الدولية لحشد تأييد لميلوشيفيتش، وهو المحامي الكندي كريستوفر بلاك بزيارة الرئيس اليوغوسلافي السابق الاسبوع الماضي.

وتضم اللجنة الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر والتي يعتقد بلاك انها تضم الان اكثر من 200 باحث اكاديمي وسياسي ومحام وشخصيات اخرى.