شارون يحاول في إيطاليا الضغط من أجل «موقف أوروبي أكثر ميلا لإسرائيل»

عرفات اعتقل أربعة من قادة «حماس» في فيللا مع أسلحتهم

TT

روما: عبد الرحمن البيطار جنبا الى جنب مع التهديدات الاسرائيلية المبطنة، بشن حرب شاملة لتدمير السلطة الفلسطينية وتصفية قادتها وطرد رئيسها ياسر عرفات، ومع تصعيد عمليات العنف ميدانيا، تتواصل الجهود السياسية الغربية والعربية لاخماد النيران والعودة الى مائدة المفاوضات.

وفي الوقت نفسه تواصل اسرائيل محاولاتها كسب الموقف الاوروبي لصالحها.

ووصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى روما صباح امس وبدأ محادثاته مع وزير الخارجية ريتاتو روجيرو ثم قابل وزير الدفاع انطونيو مارتينو وبعدهما رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني ويختتم برنامجه بمقابلة رئيس الجمهورية كارلو ايزيليو تشامبي.

ونشرت كبرى الصحف الايطالية وهي «لاريببليكا» (اي: الجمهورية) و«كوريبري ديلا سيرا» (اي: حامل اخبار المساء) نص مقابلة مطولة اجراها شارون قبل سفره واكد فيها انه يريد تفهما اكثر عمقا مع ايطاليا لان موقف اسرائيل يتلخص ببساطة في انها تبغي السلام ولكن العقبة في سبيل تحقيقه هي الارهاب. واضاف ان الموقف الاميركي اكثر تفهما من الموقف الاوروبي، ونظرا لعلاقة برلسكوني الوثيقة مع الولايات المتحدة فهو يأمل في ان يصبح موقفه اكثر قربا لاسرائيل.

وتابع شارون قوله انه «يبني المستعمرات في ارض يهودية وهي ضرورية لامن اسرائيل، وحين قال لي البابا يوحنا بولس الثاني منذ سنتين ان تلك الارض مقدسة للاديان الثلاثة اشرت الى صحة هذا القول واضفت انها موعودة لنا».

واعلن شارون خلال زيارته انه لا يمانع في زيارة نائب رئيس الوزراء جانفرانكو فيني زعيم الحزب الفاشي الجديد المسمى «التحالف الوطني» الى اسرائيل لان الحزب قد تبدل في السنوات الاخيرة.

وتأتي هذه الزيارة في اطار المحاولات الاسرائيلية للتأثير على الموقف الاوروبي «لكي يكون اكثر توازنا»، حسب تعبيره. وكما فعل شارون في باريس وبرلين في الاسبوع الماضي، يحمل معه الى روما ايضا، ملفا مكدسا بالمعلومات عما يسميه «الاشراف المباشر للرئيس عرفات على تشجيع الارهاب ضد اسرائيل». وضمنه مذكرة اعدت في المخابرات الاسرائيلية تقول ان عرفات اصدر اوامر واضحة لرجالاته بأن يقتلوا مستوطنا كل يوم، مع لائحة تدل على انهم بدأوا ينفذون هذه الاوامر منذ يوم الاربعاء الماضي.

وقد اجرى اختيار ايطاليا، في هذا الوقت، لانها ستستضيف الاسبوع المقبل قمة الدول الصناعية. واعلن خلال سفره، امس، ان اسرائيل سلمت عرفات قائمة طويلة حول من يسميهم قادة الارهاب الفلسطيني وبينهم 70 اسما لاشخاص يقومون بتجنيد انتحاريين لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل، لكن عرفات لم يعتقل سوى اربعة من قادة «حماس» و«الجهاد» الصغار. ولكن هذا الاعتقال صوري والهدف منه حمايتهم اكثر من محاكمتهم، «فهم يعيشون حاليا في فيللا محترمة في غزة وهم يحملون اسلحتهم ومتاح لهم الاتصال بمن يريدون من رجالاتهم».

وكان شارون قد اصدر اوامره للجيش بالرد على عمليتي الخليل ونابلس، بضربة قاسية. وقال مرافقوه انه اعرب عن فرحه عندما ابلغه سكرتيره العسكري بان هذه الضربة ادت الى قتل 3 فلسطينيين وجرح 18.

يشار الى ان المندوب البريطاني الخاص في المنطقة، لورد ليفي، التقى امس في رام الله مع الرئيس عرفات، في اطار مساعيه لتطبيق توصيات ميتشل. وكان قد بدأ لقاءاته مع شارون. ومن المحتمل ان يلتقي اليوم مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين آخرين، قبل ان يعود الى لندن.

وفي مطلع الاسبوع سيصل المسؤول الاميركي، ديفيد سترفيلد، نائب مساعد وزير الخارجية، للعمل في الاتجاه نفسه.

كما اجرى المبعوث الاوروبي الخاص، ميجال موراتينوس، لقاءات مع مسؤولين من الطرفين.

وكشف النقاب في تل ابيب، امس، عن زيارة سرية قام بها مسؤول المخابرات المصرية، عمر سليمان اول من امس، التقى خلالها كلا من شارون ووزير الخارجية شيمعون بيريس ووزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، ورئيس المخابرات الخارجية (الموساد)، افرايم هليفي. وسربت اخبار هذه الزيارة، رغم الطلب المصري بابقائها سرية، واتفق خلالها على ان يتواصل الحوار المصري ـ الاسرائيلي بين الرئيسين، حسني مبارك وشارون، بواسطة اجهزة الامن وكذلك على مستوى وزيري الخارجية.

يذكر ان بيريس، سيزور مصر بعد غد حيث سيلتقي وزير الخارجية، احمد ماهر، وربما الرئيس مبارك.

وتصب كل هذه الجهود في مصب تطبيق توصيات لجنة ميتشل. ويؤيدها بيريس، الذي يقول ان على حكومته ألا تدقق في كل طلقة نار، بينما ترفض حكومته مطلقا توجهه وتصر على ألا يبدأ اي حوار او اي لقاء، الا بعد ان يمر اسبوع كامل من دون اية طلقة.