محامي هواري المتهم في تفجيرات الألفية: موكلي لص ومخادع لكنه ليس إرهابيا

المتهم الجزائري يواجه السجن 80 عاما في حال إدانته

TT

واصلت المحكمة الفيدرالية في نيويورك اول من امس جلساتها للنظر في مصير الجزائري مختار هواري، احد المتهمين في قضية تفجيرات الالفية في الولايات المتحدة، قبل يوم على بدء هيئة المحلفين مداولاتها المغلقة في هذه القضية.

وركز الدفاع في تقديم قضيته على محاولة توضيح ان المتهم هواري كان متورطا بدون علم في مؤامرة تفجير مطار لوس انجليس الدولي، لكنه لم يساعد ابدا اولئك الذين كانوا يسعون لتنفيذ التفجيرات داخل الولايات المتحدة. وفي شهادة مطولة قال دانيال اولين، محامي هواري، لهيئة المحلفين المكونة من 12 شخصا، ان موكله ليس ارهابيا بالشكل الذي ارادت الحكومة الاميركية ان تصوره. واضاف «في اسوأ الحالات كان الهواري لصا تافها، ورجلا مخادعا، وكذابا». وابلغ محامي المتهم المحلفين ان اتهام الحكومة الاميركية لهواري بعلمه بمؤامرة التفجيرات تفتقد الى الادلة وتعتبر «اهانة» لذكاء اعضاء هيئة المحلفين. ثم تابع المحامي «اذا كانت قضية الادعاء لقصة فان الامر يستدعي الانسحاب. واذا كانت لفيلم فانها تستحق الزبالة».

وكان ممثلان عن الادعاء قد حاولا على مدى ثلاث ساعات طرح قضية الادعاء ضد المتهم هواري. فذكر روبين بيكر مساعد المدعي العام الاميركي ان هواري كان على علم بتقديمه الدعم اللوجيستي لمواطنه الجزائري احمد رسام للمضي قدما في تنفيذ التفجيرات قبيل يوم راس الالفية.

وكان هواري (32 سنة) قد القي القبض عليه بعد اقل من شهر من اعتقال رسام (34 سنة) الذي اوقف اثر ضبط متفجرات داخل شاحنته، وهو يحاول عبور الحدود الكندية ـ الاميركية منتصف ديسمبر (كانون الاول) عام .1999 ويقول الادعاء ان هواري لعب دورا بارزا في مؤامرة تفجير مطار لوس انجليس الدولي، عبر تقديمه مبلغ 3 الاف دولار لمواطنه رسام وتزويده له برخصة قيادة كندية مزورة ضبطت لدى هذا الاخير اثناء اعتقاله. وحسب الادعاء ايضا، فان هواري جند جزائريا ثالثا في هذه المؤامرة المزعومة، ويتعلق الامر بارسال عبد الغني مسكيني وهو من سكان بروكلين (نيويورك) الى سياتل (ولاية واشنطن) لمساعدة احمد رسام على تنفيذ المؤامرة. ويقول الادعاء ايضا ان هواري خطط لارسال جواز جزائري لرسام لمساعدته على الهروب بعد تنفيذ العملية. واكد الادعاء ان هواري كان على علم بنوايا رسام في تنفيذ تفجيرات داخل الولايات المتحدة على الرغم من احتمال عدم علمه بخطة تفجير مطار لوس انجليس الدولي تحديدا.

وخاطب بيكر هيئة المحلفين قائلا «لقد علمتم في هذه المحاكمة ان هناك اشخاصا في العالم يعتقدون ان الولايات المتحدة هي العدو الذي يستحق العقاب». واضاف «وعلمتم ان مختار هواري لم يقاسم الآخرين هذا الاعتقاد وانما عمل لتنفيذه».

وقد اعترف كل من رسام ومسكيني ضد هواري، الا ان محامي هذا الاخير حذر المحلفين قائلا «ان رسام ومسكيني لم يوافقا على الشهادة ضد هواري الا لتقليص سنوات وربما عقود من مدة الحكم ضدهما».

وكان رسام قد ادين في 6 ابريل (نيسان) الماضي من قبل هيئة محلفين في لوس انجليس، وهو يواجه عقوبة بالسجن تصل الى 140 سنة، في حين ينتظر مسكيني بدء محاكمته هو الآخر في وقت قريب.

وطالب اولين المحلفين بعدم الاخذ في الاعتبار افادات رسام ضد هواري التي قال فيها ان الاخير لعب دورا بارزا في مؤامرة التفجير. واشار المحامي الى خطا ربط هواري بالاصدقاء الذين تحدث عنهم رسام في مونتريال وتلقوا معه نفس التدريبات العسكرية. وكان رسام قد اعترف بانه كان ضمن شبكة اسامة بن لادن وتلقى تدريبات عسكرية في معسكرات داخل افغانستان تابعة لتنظيم «القاعدة» الذي اسسه أسامة بن لادن.

ويواجه هواري عقوبة تصل الى السجن لمدة 80 سنة في حال ادانته في قضيتين منفصلتين، هما تقديم الدعم اللوجيستي والمادي لاحمد رسام، وثانيا تقديم الدعم والمساعدة اضافة الى اربع تهم بالتزوير. وكانت المحكمة قد اسقطت الثلاثاء الماضي تهمة اضافية بالتزوير من دون تقديم ايضاحات عن اسباب ذلك.

وحول شأن ذي صلة، طالب المدعي العام الاميركي (وزير العدل) جون اشكروفت، في محاضرة القاها اول من امس أمام حكام الولايات، السلطات الفيدرالية بالبحث عن اساليب جديدة لمحاربة الارهاب. واشار الى ان الحكومة الفيدرالية تكرس جهودها حاليا للبحث عن طرق سريعة وفعالة للرد على الهجمات الارهابية حين وبعد وقوعها.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»