خليجي يعلن أنه يمتلك نسخة من الإنجيل عمرها 1500 سنة ويدعي أنها تساوي ملايين الدولارات إذ رممت

TT

اكتشف مواطن خليجي أن كتاب الإنجيل الذي يمتلكه منذ ما يقرب الـ5 سنوات هو أقدم إنجيل في العالم على وجه الإطلاق، وأنه «تحفة نادرة»، كما يقول صاحبه.

وقال المواطن أحمد ناصر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملا خوفا من مطالبة دولة ما بما يمتلكه لـ«الشرق الأوسط»، انه «سافر الى إحدى الدول الأفريقية واشتراه من أحد مهربي الآثار»، لكنه لم يكن يعرف أن قيمته ستصل الى مليوني دولار وهو في حالته العادية (قبل الترميم). وأضاف انه يحب الآثار منذ طفولته وكان دائما ما يقتني أشياء لها قيمة تاريخية، مبينا أن أغلى قطعة أثرية كانت لديه قبل أن يمتلك الإنجيل، هي مخطوطة من نوع رقاع إسلامية تعود الى أكثر من أربعة قرون تقريبا لكنها لم تقدر بثمن، أما كتاب الانجيل فقد اشتراه من مهرب آثار أفريقي بـ50 الف دولار». وأشار أحمد الى أنه عرض الإنجيل على أكثر من خبير آثار، وأكدوا له جميعا عمره الذي يتراوح ما بين 1200 ـ 1500 عام تقريبا، ويتكون من 200 صفحة قطع جلد غزال بحجم متوسط وغلاف الكتاب من خشب ومكتوب باللغة الحبشية التي كانت هي السائدة في القارة الافريقية ما قبل الاسلام (أيام المسيحية).

وبين أحمد أن الخبراء الذين رأوا إنجيله قدرّوا قيمته المادية بالملايين، لكنهم أجمعوا على أن الانجيل تعرض للرطوبة والارضة (حشرة صغيرة تفتك بالكتب)، وعوامل أخرى ساعدت على تلف بعض الأطراف، لذلك فهو بحاجة الى ترميم، مؤكدا أنه لو كان يمتلك المال للترميم لما تأخر، لكنه أوضح أن «ترميم الانجيل يكلف أكثر من 200 ألف دولار ليعود الى حالته الأصلية»، كما أنه يعرف على حد قوله أن «أي قطعة أثرية لا يمكن أن تصمد على حالها ما لم يتم الحفاظ عليها من خلال تهيئة الاجواء المناسبة لها من خلال وضع هذه الآثار وخاصة الكتب، في مكان بدرجة معينة من الحرارة وأجواء أخرى حتى لا تتعرض للتدمير والرطوبة لأنها حسب قول الخبراء، آفة الآثار».

ويؤكد أحمد أن الانجيل الذي يمتلكه «أقدم من الانجيل الذي يمتلكه الفاتيكان». وحول عرضه للبيع في مزاد عالمي، أشار أحمد الى أن «المشكلة التي تواجهه أنه بحاجة الى مؤسسة عالمية تكون غطاءه، باعتبار أن أي فرد لا يمكنه عرض مقتنياته أو آثاره في المزادات العالمية دون أن يسجل دخوله مع مؤسسة مرخصة في هذا الشأن، وهو شرط أساسي لدى تلك المزادات».

في الوقت ذاته شدد على أنه لا ينوي بيعه الا بالسعر الذي يريده ويطمح اليه، حيث وضع له سعر مليون ونصف المليون دولار، «رغم أن بعض الخبراء كانوا يريدونه بأسعار متدنية لأنني لا أستطيع عرضه في المزادات العالمية والمؤسسات الكبرى».

وعما إذا كان قد فكر في وضع الإنجيل باسم مؤسسة متخصصة ليضمن بيعه في المزادات، قال إنه يخاف من تسجيل الانجيل باسم أي مؤسسة لبيعه، مشيرا الى أن سبب خوفه باعتباره سبق وأن عرض الأمر على مؤسسة كبرى طلبت منه التوقيع على عدم المطالبة به الى حين بيعه ثم يأخذ كل طرف نسبته، «بيد انني لم أوقع لأنهم قالوا قد يبقى عندنا الانجيل شهراً وربما عاماً حسب رغبة الذين يريدون شراءه، وهو الامر الذي دعاني الى الرفض وعدم التوقيع».

وعلى صعيد متصل قال رئيس مركز المخطوطات الإسلامية في الكويت محمد الشيباني، إن الإنجيل الذي يمتلكه أحمد ناصر حقيقي وغير مزيف وبعد فحصه والتدقيق في عمره تبين أنه يعود الى ما بين 1200 ـ 1500 عام تقريبا، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الانجيل تعرض الى الرطوبة والأرضة والى عوامل أخرى مثل الاتربة وغيرها، وهو ما يوجب ترميمه اذا كان يريد أن يبيعه بالسعر الذي يطمح إليه».

وحول القيمة المادية لهذه المطبوعة القديمة، أشار الشيباني الى أنه لا يستطيع تقييمه بشكل ثابت، «وسبق وأن قلت لصاحبه إنه في حاله هذا يساوي أكثر من مليون دولار، لكن بعد الترميم قد يصل سعره الى ملايين الدولارات».

وأضاف الشيباني أن «مركزه لا يستطيع شراء هذا الانجيل لأنه لا يمتلك هذا المبلغ الضخم، بالاضافة الى أن اهتماماته تتركز في المخطوطات الاسلامية».

=