دلائل على وجود مياه في الفضاء الخارجي ومكوك أميركي لـ«اصطياد» عينات من الرياح الشمسية

TT

ودان فيرجانو ** اعلن علماء «ناسا» انهم عثروا على اول دليل على وجود الماء في مجموعة شمسية اخرى، وذلك لدى دراسة عمليات تبخر مليارات من المذنبات الثلجية بسبب الحرارة الناجمة عن نجمة متفجرة. ويقول جاري ميلنيك الباحث الفلكي في مركز هارفارد ـ سميثسونيان لفيزياء الفلك في كمبردج، ماساتشوسيتس، الذي قاد فريق البحث ان هذا الاكتشاف «يعزز احتمال وجود وسط قابل لنشوء الحياة خارج مجموعتنا الشمسية».

واستخدم فريق ميلنيك قمرا صناعيا فلكيا لدراسة الكون بموجات تقل اطوالها الموجية عن الملمتر، لفترة 200 ساعة، في دراسة نجمة «آي آر سي + 102516» المتفجرة التي تبعد 3 آلاف تريليون ميل عن الارض. وعثر على مستويات لبخار الماء تنطلق منها، اعلى بـ 10 آلاف مرة من المستويات المتوقعة لها. ودهش العلماء لهذه النتيجة، اذ انهم كانوا يتوقعون ان تكون النجمة قد استنفدت كل ما يوجد لديها من الماء قبل زمن طويل.

واشار ديفيد نيوفلد الباحث في جامعة جون هوبكنز في بالتيمور، عضو الفريق، الى ان «الاستنتاج الوحيد (لهذا الاكتشاف) يتمثل في ان الاجسام الثلجية الدائرة حول النجمة تتبخر». واضاف ان مستويات المياه التي عثر عليها يمكن ان تفسر فقط بوجود عدة مئات من مليارات المذنبات تدور حول النجمة على مسافة 7 مليارات ميل عنها وعلى صعيد آخر تتأهب وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» لاطلاق سفينتها الجديدة «جينيسيس»، في مهمة فضائية للامساك بـ«الريح الكونية»، بهدف كشف الغاز نشوء المجموعة الشمسية وبداياتها الاولى قبل 4.5 مليار عام مضت، بينما اعلن فريق من علماء الفلك العاملين في برامج الوكالة عن عثورهم على الماء في اعماق الكون.

وستطلق السفينة في الثلاثين من يوليو (تموز) الجاري وتواصل مهمتها حتى عام 2004، حيث تختتم مهمتها بشكل دراماتيكي حينما تسقط منها عبوة تحمل عينات صغيرة من الجسيمات الشمسية، لتلقطها طائرات هليكوبتر فوق سماء صحراء يوتاه، لمنع تضررها لدى سقوطها على الارض. وقد اظهرت الاختبارات الميدانية على عملية الالتقاط دقة كبيرة. وشبه جلبرت يانوس السفينة بـ«ماكنة الزمن»، لأنها تنفذ مهمة جمع البيانات عن مكونات المجموعة الشمسية اثناء البدايات الاولى لتشكيلها، وذلك بجمع الجسيمات المنطلقة من سطح الشمس.

ويطلق السطح الخارجي للشمس دائما جسيمات تندفع نحو اطراف المجموعة الشمسية، وهي تعرف باسم «الرياح الشمسية». وصممت سفينة «جينيسيس» لالتقاط جسيمات الرياح الشمسية، واعادتها الى الارض بهدف دراستها. ويعتقد العلماء ان دراسة جسيمات الشمس ستسمح لهم بالتعمق في فهم عملية الانتقال من الشكل الهلامي للمادة نحو الشكل النظامي لها، اضافة الى الاجابة عن السؤال: لماذا يختلف كل كوكب عن الكوكب الآخر؟

وتتوجه السفينة نحو موقعها المحدد، وهو محطة يرمز لها بالحرف «أل1» في موقع تتعادل فيه قوى الجاذبية للشمس والارض، ولذلك لا تتطلب الحركة في المدار سوى طاقة ضئيلة. ثم تلتقط من هناك الرياح الشمسية بواسطة اربعة الواح من الرقاقات المصنوعة من الماس والذهب والسليكون وحجر السافير، وستلتصق الجسيمات الشمسية بالالواح مثل رصاصات اصابت حائطا. ولزيادة حصادها من الرياح الشمسية ستظل السفينة سابحة في حمامها الشمسي 29 شهرا. وقد سبق لمهمة «ابولو» الفضائية نحو القمر في السبعينات ان جلبت عينات من الرياح الشمسية جمعت في حينه بطبقات رقيقة من الالمنيوم على مدى بضعة ايام، لكن الواح «جينيسيس» المصممة بتقنيات عالية ستمكن من التقاط عينات اكثر دقة لجسيمات سطح الشمس.

وسيدرس العلماء على الارض مكونات الغيمة السديمية الكونية من عينات صغيرة، اذ لن يزيد وزن الجسيمات الشمسية عن 20 مايكروجراما، اي يعادل وزن عدة ذرات من الملح، وذلك على عكس الصخور التي اخذت من القمر.

.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»

** خدمة «يو إس إيه توداي»: خاص بـ«الشرق الأوسط»