في استجابة فورية لطلب دول مجلس التعاون الخليجي لبحث الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية عن عقد اجتماع طارئ للجنة المتابعة العربية على المستوى الوزاري يوم الاربعاء المقبل في القاهرة لمناقشة الوضع الراهن في فلسطين المحتلة في ضوء استمرار الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال الاسرائيلي. وقال موسى أمس ان اجتماعاً على مستوى كبار المسؤولين والخبراء للدول الأعضاء في لجنة المتابعة العربية، سوف يعقد يوم الثلاثاء المقبل للتمهيد للاجتماع الطارئ في اليوم التالي. ووجه الأمين العام للجامعة العربية في تصريحاته للصحافيين انتقادات حادة غير مسبوقة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بسبب مواقفه وتصريحاته الأخيرة حول عملية السلام ومرتفعات الجولان السورية. وقال موسى انه لا يمكن للعالم العربي أن يقبل سياسات ومواقف شارون العدوانية، وانه حان الوقت لتحرك عربي للرد على الاستفزازات المتتالية التي تصدر عنه. وأشار الى انه سيطرح على اجتماع لجنة المتابعة العربية الطارئ يوم الاربعاء المقبل سبل التحرك العربي في هذا الاطار. وكان موسى قد اجتمع أمس بمكتبه مع سفراء ومندوبي دول مجلس التعاون الخليجي في القاهرة لمتابعة نتائج الاجتماع الاستثنائي الذي عقده وزراء خارجية دول المجلس في مدينة جدة السعودية أمس الأول، والذي دعا الى عقد اجتماع طارئ للجنة المتابعة المكلفة من القمة العربية بحث الاوضاع الراهنة في الاراضي المحتلة واجتماع مماثل لمجلس الجامعة العربية. على صعيد آخر، يتوجه عمرو موسى بعد غد الاحد في زيارة رسمية تستغرق يومين للسعودية والكويت بهدف اجراء محادثات مع كبار المسؤولين في البلدين حيال الوضع العربي الراهن والتطورات على الساحة الفلسطينية والتعرف على وجهة نظريهما ازاء الخطة المطروحة لاعادة هيكلة منظومة العمل العربي المشترك واصلاح دولاب العمل الاداري والمالي للجامعة العربية. ويستبق موسى هذه الجولة السريعة بلقاء مهم مع المبعوث الروسي المكلف متابعة عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وذلك صباح يوم الاحد المقبل بمطار القاهرة الدولي قبيل توجهه للسعودية والكويت. ويقول المراقبون ان جولة الأمين العام للجامعة العربية تندرج في اطار تحركه الواسع النطاق لضمان الحصول على الدعم المالي اللازم لتنفيذ مشروعه الاصلاحي لاعادة هيكلة الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة. وقللت الجامعة العربية أمس من شأن انتقادات علنية وجهتها بعض الدوائر اليمنية ضد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بسبب تغيبه عن المشاركة في اجتماعات الدورة التاسعة والثلاثين الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي اختتمت أعمالها أمس في صنعاء. ونفى مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط» ان يكون غياب موسى عن المشاركة شخصياً في هذه الاجتماعات متعمداً، مشيراً الى انه كان يود السفر الى العاصمة اليمنية لولا انشغاله في متابعة تنفيذ مشروعه لاعادة هيكلة منظومة العمل العربي المشترك وارتباطه بالتحضير لعدد من اللقاءات العربية والاقليمية في هذا الصدد. وقال المصدر ان الأمين العام للجامعة العربية لم يكن ليتغيب عن اجتماعات صنعاء الا لارتباطات ملحة، معتبراً ان عمرو موسى صاحب مواقف معروفة على صعيد دعم قضية الشعب الفلسطيني وانتفاضته في مواجهة القمع الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلية. واعتبر ان تغيب موسى عن الاجتماعات الطارئة للاتحاد البرلماني العربي لا يجب ان يكون موضوعاً للمزايدة. وأوفد موسى السفير سعيد كمال أمينه المساعد لشؤون فلسطين لتمثيله في هذه الاجتماعات والقاء كلمة أمام البرلمانيين العرب للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية. وعلمت «الشرق الأوسط» ان سعيد كمال افتتح كلمته بتوضيح اسباب تغيب الأمين العام للجامعة العربية والتي تنحصر في ارتباطات سابقة على موعد انعقاد الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي في صنعاء. وكانت مصادر يمنية قد انتقدت غياب موسى.
وشرحت مصادر مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» خلفيات العتب اليمني لغياب الأمين العام للجامعة العربية، بقولها: ان الشيخ عبد الله الاحمر، رئيس مجلس النواب اليمني والذي أرسل دعوة رسمية لعمرو موسى، اعلن عن مشاركة موسى في هذه الاجتماعات من دون أن ينتظر رد موسى عليه. ونوهت الى ان المسؤول اليمني أدلى بتصريحات رسمية عن مشاركة موسى من تلقاء نفسه ومن دون ان يكلف نفسه عناء الاتصال به للتأكد من مدى امكانية هذه المشاركة من عدمها. وكشفت المصادر النقاب عن ان موسى بعث برسالة لعبد الله الاحمر يبلغه أسفه واعتذاره عن الحضور بسبب ارتباطه بمتابعة عدد من الملفات المهمة، مثل قضية اعادة هيكلة الجامعة العربية. وأكد موسى في نفس الرسالة انه سيوفد أحد كبار مساعديه للمشاركة في اجتماعات صنعاء انطلاقاً من حرص الجامعة العربية على دعم القضية الفلسطينية ومساندة الانتفاضة الباسلة لابناء الشعب الفلسطيني.