سعاد سرور الناجية من مجزرة صبرا وشاتيلا: 19 عاما وفكرة «تحقيق العدالة» لم تفارقني

تحاور جمهور الإنترنت الاثنين المقبل عبر موقع «مكتوب دوت.كوم»

TT

«طوال 19 عاماً وانا ألملم جروحي النفسية والجسدية... لكن فكرة تحقيق العدالة لم تفارقني لحظة». هذا ما تقوله سعاد سرور احدى ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا عن دافعها لرفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي تحمّله مسؤولية قتل 12 فرداً من عائلتها امام ناظريها واغتصابها على مرأى من والدها الجريح قبل قتله ومحاولة قتلها التي تركتها شبه مشلولة حتى اليوم.

وتطل سعاد مساء الاثنين المقبل في حوار مباشر عبر الانترنت على شبكة «مكتوب دوت. كوم» مع جمهور الانترنت حول العالم «كي يستمع العالم بأسره الى القصة الحقيقية لتلك الليلة الرهيبة» كما تؤكد سعاد الموجودة حالياً في بلجيكا لمتابعة الدعوى القضائىة التي رفعتها، مع 19 ناجياً من مجزرة صبرا وشاتيلا، ضد شارون امام القضاء البلجيكي، يتهمونه فيها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

وتقول سرور: «لقد كنت في الـ 17 من عمري، حين فقدت معظم افراد عائلتي في تلك المجزرة. وليس من السهل على الانسان. ان يتابع حياته وكأن شيئا لم يكن، خصوصاً ان ما يعاني منه شعبنا يوميا في الارض المحتلة صورة لتلك المجزرة التي شهدتها». وتابعت: «لقد حان الوقت كي يستمع العالم بأسره الى القصة الحقيقية لتلك الليلة الرهيبة، كما آمل ان يساهم الحوار المباشر عبر الانترنت في توضيح الصورة للرأي العام العالمي واظهار الحقيقة بكافة ابعادها».

وتروي سعاد كيف اقتحم المسلحون منزلها في مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين (غرب بيروت) واطلقوا النار على 12 فردا من عائلتها، هم والدها وثلاثة اشقاء وشقيقتان وبعض الاقارب. وتقول: «لقد كنت مصابة وانزف عندما اغتصبوني». وتضيف: «لقد فعلوا ذلك تحت ناظري والدي الجريح قبل ان يجهزوا عليه. ثم قبل ان ينسحبوا اطلقوا علي النار مرات عدة، كي لا ابقى شاهدة على جريمتهم».

وقد تماثلت سعاد للشفاء، لكن جروحها تركتها نصف مشلولة. وهي خضعت لعمليتين جراحيتين لاخراج الرصاصات التي استقرت في ظهرها، لكن الاطباء عجزوا عن اخراج احدى الرصاصات التي لا تزال مستقرة في عمودها الفقري. ويقول الاطباء الذين اشرفوا على علاجها انها «ما زالت تعاني من الانهيار العصبي الذي اصابها وانه ما زال عندها ميل الى الانتحار».

وتتذكر سرور تلك اللحظات الرهيبة من حياتها. وتقول: «ما جرى لا يمكن تخيله حتى في الافلام الاكثر عنفاً. لقد شاهدت تصفية عائلتي امام ناظري، والدي واخوتي واخواتي. كان يومها اكبرهم في الثالثة عشرة من عمره واصغرهم لم تتجاوز الاشهر التسعة من عمرها. في الحقيقة طوال تلك السنوات ونحن نعيش في انتظار ان تلتئم جرحنا النفسية».

وسيتم الحوار المباشر مع سرور عبر موقع «مكتوب» وبالتعاون مع محطة «زين» الفضائىة التي تبنت حملة مقاضاة شارون كمجرم حرب ومسؤول عن مجزرة صبرا وشاتيلا واحالته الى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

واعلن المدير الشريك لـ«مكتوب دوت.كوم» سميح طوقان، ان الشركة خصصت لهذا اللقاء خدمات خاصة عبر موقعها للتخفيف من الضغط المتوقع خلاله.