بلغاريا تعين ملكها السابق رئيسا للوزراء

TT

قبل ملك بلغاريا السابق سيميون الثاني الذي حقق حزبه نصرا كاسحا في الانتخابات العامة التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء. وقال بالمين بانايوتوف زعيم التكتل البرلماني للحركة الوطنية المساندة لسيميون الثاني: «ابلغنا الرئيس باجماع آراء كتلتنا البرلمانية على ترشيح زعيم الحركة سيميون ساكي كوبورجوتسكي لمنصب رئيس الوزراء». وادلى بانايوتوف بهذه التصريحات بعد اجتماعه مع الرئيس البلغاري بيتر تويانوف.

وقال ملك بلغاريا السابق (64 عاما) وهو يقبل الترشيح: «اقبل الترشيح بكل حماسة، واضعا في الاعتبار شعوري بالمسؤولية والثقة التي حصلت عليها في 17 يونيو».

واضاف سيميون الثاني: «ليس سرا ان هذه مهمة معقدة وشاقة للغاية... انا افكر فقط في مصلحة شعبنا وآمل ان نحقق كل ما وعدنا به الناخبين.. ليكن الله معنا ويرشدنا الى الطريق الصواب». وبعد الانتخابات التي جرت يوم 17 يونيو الماضي شغلت الحركة الوطنية 120 مقعدا في البرلمان،اي اقل من الاغلبية المطلقة بمقعد واحد. ومن شبه المؤكد ان يوافق البرلمان على ترشيح سيميون الثاني لرئاسة الحكومة.

وبذلك اصبح سيميون الثاني اول ملك سابق في اوروبا الشرقية يعود الى الحكم، لكن من بوابة الانتخابات العامة، حيث انه اضطر الى الفرار من بلاده بعد الحرب العالمية الثانية وكان في التاسعة من العمر ثم امضى الحيز الاكبر من حياته في اسبانيا حيث تعاطى الاعمال.

وكان الرئيس البلغاري قد اعلن انه كلف رسميا سيميون ساكس كوبور جوتا ملك بلغاريا السابق بتشكيل الحكومة الجديدة. ونالت «الحركة الوطنية ـ سيميون الثاني» التي تم تأسيسها في ابريل (نيسان) الماضي 120 مقعدا من اصل 240 في البرلمان في انتخابات يونيو. ووعد سيميون برفع مستوى حياة الشعب البلغاري، وهو الاكثر فقرا بين المرشحين للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وبمكافحة الفساد.

ومن المتوقع ان يمنح البرلمان الحكومة الجديدة الثقة في 24 الجاري. وكانت الحركة قد عقدت تحالفا مع حزب الاقلية التركية الذي يدخل بالتالي الحكومة البلغارية لاول مرة. ويصف خصوم الملك السابق، وخاصة الحكومة السابقة وعوده بانها «شعبوية»، لانها تعد بزيادة معاشات التقاعد ورفع الاجور وتخصيص قروض بدون فائدة لاصحاب الاعمال الصغار.

وكان البنك الدولي من جهته قد اعلن ان الحكومة الجديدة حازت قرضا قيمته 50 مليون دولار (9،58 مليون يورو) لمدة 20 عاما لتمويل الاعمال الصغيرة والبلديات.

ومعلوم ان سيميون الثاني لم يتنازل عن عرشه قط وقد عاد الى بلغاريا للمرة الاولى في زيارة عادية عام 1996. ثم استقر فيها مع مطلع العام الجاري في قصر في فرانيا، احدى ضواحي صوفيا. وانتقلت الملكية اليه اثر موت والده عام 1943 وكان في السادسة من عمره عندما كانت بلغاريا حليفة لالمانيا النازية. واضطر بعد ثلاثة اعوام الى الفرار من بلاده التي احتلتها القوات السوفياتية، فيما الغي النظام الملكي اثر استفتاء شعبي.