اليمين الإسرائيلي يتهم بيريس بالتخريب ويطالب بوقف الاتصالات مع عرفات

الإسرائيليون والفلسطينيون يتفقون على مواصلة اللقاءات بوتيرة أعلى

TT

تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ونائبه وزير الخارجية شيمعون بيريس، لهجوم سياسي كاسح من اعضاء كتلة الليكود في الكنيست، امس، بسبب اللقاءين اللذين عقدهما اخيراً بيريس وعومري شارون ابن رئيس الوزراء، كلاً على انفراد، مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وابلاغه فيهما ان اسرائيل لا تستهدفه ولا تنوي المساس بمكانته.

واعتبر نواب الليكود ذلك بمثابة تشجيع لعرفات على المضي في «سياسة العنف والارهاب ضد اسرائيل» و«طمأنته بأن هذه السياسة ستمر بلا عقاب شخصي له». وطالبوا بوقف كل اللقاءات والاتصالات مع القادة الفلسطينيين والقيام بعملية عسكرية شاملة «تحطم جهاز الارهاب الفلسطيني وتجعل عرفات يأتي زاحفاً الى اسرائيل، طالبا التفاهم والاستسلام».

وكان اللقاء بين عرفات وبيريس قد عقد في القاهرة، بمبادرة من الرئيس المصري حسني مبارك. وحسب مصادر اسرائيلية مطلعة، فان اللقاء كان مخططا ومتفقا عليه من قبل، رغم نفي بيريس ورئيسه شارون واصرارهما على انه تقرر فقط بعد وصول بيريس الى العاصمة المصرية. ومما رشح عن هذا اللقاء، ان بيريس اوضح لعرفات ان حكومته لم ولن تبادر الى اي مشروع لتوسيع المستوطنات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة وانها لا تخطط لاعلان حرب عليه وعلى مؤسسات السلطة الفلسطينية ولا يوجد لديها اية نية لتصفيته او المساس بمكانته كرئيس منتخب للشعب الفلسطيني. وقال ان شارون يريد فعلا التوصل الى تفاهم سياسي معه وانه يشترط لذلك وقفاً تاماً لاطلاق النار. واضاف: «لو كنت مقتنعاً بأن شارون غير جدي في توجهه للموضوع، لما كنت بقيت معه في الحكومة يوماً واحداً».

بيد ان عرفات رد بالقول ان شارون يثبت على الارض انه ليس فقط «غير جاد في وقف المواجهات واللجوء الى المفاوضات، بل هو يمارس حرب استنزاف يومية ضد الشعب الفلسطيني». وقال عرفات، ان الحقائق على الارض تؤكد ان الجيش الاسرائيلي هو الذي يخرق اتفاق وقف اطلاق النار ويطلق المستوطنين ليمارسوا ابشع الاعتداءات الدموية على الفلسطينيين. وأكد ان الحصار هو نوع خطير من ممارسة العنف، لأنه يدمر مسار حياة المواطنين ويمس بالجهاز التعليمي ويحطم الاقتصاد ويدفع بعشرات ألوف العائلات الفلسطينية الى حافة الجوع. وقدم عدة نماذج على ذلك.

وتشير اوساط في اليمين الاسرائيلي الى ان بيريس وعرفات تطرقا خلال لقائهما، الى اتجاهات التفاوض السياسي ما بعد وقف اطلاق النار. وادعت انهما تحدثا حتى عن قضية اللاجئين الفلسطينيين. وطلب بيريس من عرفات ان يوافق على تأجيل عدد من القضايا الكبيرة المختلف عليها، الى اوقات مناسبة اكثر.

والامر الذي اتفق عليه عرفات وبيريس هو ان يلتقيا معا بوتائر اسرع وأعلى، حتى لو لم تحقق هذه اللقاءات المراد منها في المرحلة الاولى.

من جهة ثانية، انتشرت انباء في اسرائيل امس مفادها ان دول الاتحاد الاوروبي تعد مشروعا خاصا بها ستعرضه قريبا على المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين لوقف اطلاق النار. وان فرنسا بالذات هي التي تقف وراء الفكرة، وتقوم بمحاولات لتجنيد الادارة الاميركية الى جانبها. وأعربت وزارة الخارجية الاسرائيلية عن قلقها من هذا التطور. ويعتقد بأن احد اسباب لقاء بيريس مع عرفات ودفاع شارون عن هذا اللقاء يكمن في هذه المبادرة والخوف الاسرائيلي الجدي منها.

وعلى صعيد آخر فان التوتر استمر في جميع المناطق الفلسطينية، امس، خصوصا بعد عمليات الخطف والقتل والتدمير التي نفذتها اسرائيل مؤخرا، ومنها قتل الشابين ابراهيم وهدانة وسالم درعاوي، واعتقال شابين آخرين على حاجز عسكري قرب رام الله، وخطف الشاب محمد جابر من بلدة دير قوس في المنطقة، وهو الذي تزعم اسرائيل انه شارك في عملية التنكيل بجندييها اللذين دخلا رام الله في 12 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وبذلك يكون عدد المعتقلين في القضية 16 فلسطينيا.