صفير: لا مبرر لوجود لبنان إذا خلا من المسيحيين ويجب أن نكون على علاقة صحيحة مع سورية

TT

دعا البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير المسلمين والمسيحيين «لأن يكونوا يداً واحدة في سبيل لبنان». وقال: «ان المؤامرة على لبنان وفيه هي القول ان المسيحيين والمسلمين حاربوا بعضهم البعض»، مؤكداً «ان الاديان لا تفرق بين الناس بل تقربهم بعضهم من البعض. وان لبنان الذي يبدو اليوم وكأنه ريشة في مهب الريح، لا يمكنه ان يكون جمهورية اسلامية لانه لا مبرر لان يبقى مستقلاً اذا خلا من المسيحيين. وهناك من يريد ان يضمه».

اعلن البطريرك صفير هذه المواقف في كلمة القاها لدى استقباله امس في مقره الصيفي في الديمان (شمال لبنان)، وفدا من المخيم الحادي عشر لـ «شباب لبنان الواحد». وقال: «نريد ان نعيش في لبنان وكأننا فئة واحدة. فالاديان لا تفرق بين الناس بل هي تقرب الناس بعضهم من البعض. وان الذين يقولون ان المسيحيين حاربوا المسلمين في لبنان في السنوات السابقة، وان المسلمين حاربوا المسيحيين، فهذه هي المؤامرة في لبنان وعلى لبنان. ونحن منذ فجر المسيحية ومنذ فجر الاسلام عشنا معا ونريد ان نستمر في العيش معا في هذه البلد ونتعاون في سبيل خيره، فالدين لله، كما يقولون، والوطن للجميع. وهذا صحيح. كل منا يعبد ربه على ما يوحي به ضميره، ولكن الوطن هو مشترك في ما بيننا. وعلينا ان نعمل متكاتفين متضامنين لاعلاء شأن هذا الوطن الذي هو اليوم، ونقولها بأسف شديد، يبدو وكأنه ضائع، وكأنه ريشة في مهب الريح يتجاذبونه من هنا وهناك. ولكن لبنان اكبر من ان يكون موضوع مجاذبة. واذا عدنا الى التاريخ والتراث نجد ان لبنان هو امنع من غيره من البلدان. ولا نريد ان نتعرض لاحد. ولكن نحن علينا واجب وخصوصاً انتم معشر الشباب، عليكم ان تعرفوا ما ينتظركم من مستقبل فتعيشوا معا ولا تتركوا الذين يدسون في آذانكم او يوشوشون لكم، اي مجال لدسائسهم ولاقوالهم بان المسيحي هو ضد المسلم وان المسلم لا يريد لكم الخير. هذا غير صحيح. وعليكم ان تكونوا جميعا، مسلمين ومسيحيين، يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل لبنان».

وفي معرض حواره مع شباب المخيم اكد صفير ان الحوار الذي اطلق الدعوة اليه «يجب الا يتوقف بل يجب ان يستمر... وان الوضع الاقتصادي سيئ ولا يمكن ان يستقيم اذا لم تكن هناك سياسة مستقيمة. والسياسة ليست كذلك هذه الايام».

ودعا العرب الى «التوافق على نصرة القضية الفلسطينية». وسئل صفير عن موقفه من مطالبة البعض باقامة جمهورية اسلامية في لبنان، فأجاب: «لبنان لا يمكن ان يكون جمهورية اسلامية لانه اذا خلا من المسيحيين فلا مبرر او مجال او سبب ليبقى مستقلاً. وهناك من يريد ان يضمه اليه».

واكد رداً على سؤال آخر: «ان لبنان يجب ان يكون على علاقة صحيحة وثابتة وموثقة مع سورية، انما يجب ان يكون كيانه مستقلاً وقراره حراً. وليس لاحد ان يتدخل بين اللبنانيين وفي امورهم. وهذا ليس استعداء لاحد. ومصلحة الوطن ان يعمل جميع ابنائه لاستقلال ناجز. ونحن نقول ان اتفاق الطائف لم يطبق كما يجب. وقلنا انه قد لا يرضي احداً ولكنه كان الوسيلة الوحيدة لاسكات المدفع وايقاف الحرب. ان الحرب الفعلية زالت، اما الحرب النفسية والمعنوية فلا تزال قائمة. ولكي تكون هناك هيئة لازالة الطائفية السياسية يجب ان يكون هناك تعادل».

ورداً على القول انه اذا انسحب السوريون من لبنان فان نفوذاً آخر سيحل، سأل صفير: «هل يجب ان تكون هناك سيطرة دائمة على اللبنانيين؟ نحن نعرف انهم يرفضون السيطرة، فإما ان يكون لبنان بلداً يستطيع ان يتدبر اموره وإما هو ليس ببلد».

وقيل له: تطالبون باطلاق سمير جعجع علماً بأنه قتل من المسيحيين اكثر من المسلمين، وهل يمكنكم استباق حكم القضاء بموضوعه؟ فاجاب: «هناك امر من امرين، إما ان يدان جميع الذين كانوا ميليشيات في الحرب اللبنانية وإما ألا يدانوا. اما ان يدان بعضهم ويترك بعضهم الآخر طليقاً فهذا ليس من العدل بشيء. وهذا ما زلنا نكرره».

... مع شمعون واستقبل البطريرك صفير ايضاً، رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» دوري شمعون الذي قال: «تداولنا في مجمل القضايا على الساحة اللبنانية. وها نحن نرى انه بعد عشر سنوات على انتهاء الحرب اصبح البلد تحت عبء مليارات الدولارات من الدين. ولا يمكن ان يكون هناك اصلاح اقتصادي من دون اعادة الثقة الى البلد، التي تبدأ بوقف الممارسات على الحدود والامور الاخرى مثل الاصلاح الاداري والجهاز القضائي الذي يجب ان يعطي الثقة مثل الدوائر الحكومية التي تقوم بواجبها، والكهرباء التي تلبي حاجة المواطنين. ولا تستطيع ان تقوم بهذه الاصلاحات اذا لم يكن هناك اصلاح سياسي. والاصلاح السياسي في لبنان غير وارد طالما انه تحت الهيمنة السورية».