تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات الأوروبية قبل قمة «الثماني»

انفجار طرد ملغوم في جنوى وإيطاليا توقف العمل مؤقتا بـ«شينغن»

TT

بروكسل: عبد الله مصطفى انفجر امس طرد ملغوم في مدينة جنوى الايطالية، المقرر ان تستضيف في العشرين من الشهر الجاري قمة مجموعة الثماني، في الوقت الذي تشهد فيه ايطاليا اجراءات أمنية مشددة لم تعرفها في تاريخها، خاصة في ظل المخاوف من تنظيم مظاهرات محتملة ضد العولمة. ولدى وصول الطرد امس وفتحه من قبل احد رجال الامن، اصيب هذا الاخير بجراح في وجهه ويديه ونقل على اثرها الى المستشفى. وضبطت سيارة مشبوهة بالقرب من مركز الدرك (الكارابنييري) في وسط المدينة. وبعد حادثة أمس، هددت الحكومة بمنع السفر عبر القطار في كافة ارجاء ايطاليا حتى انتهاء المؤتمر في 22 من الشهر الحالي.

وبلغ الحد بالشائعات الى تسريب نبأ مفاده ان انصار اسامة بن لادن يخططون لشن اعمال تستهدف الرئيس الاميركي جورج بوش تحديدا خلال اعمال القمة. وتنفي الاوساط الامنية الايطالية ان يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي زار ايطاليا الاسبوع الماضي وراء هذه التكهنات، في حين ينسب آخرون الاشاعة الى مصادر روسية.

وقد تحولت مدينة جنوى الساحلية القريبة من الحدود الفرنسية الى قلعة محصنة يحرسها 18 ألف عنصر من رجال الامن والشرطة والدرك. وأغلق امس ميناء المدينة وكذلك محطتا القطار الرئيسيتان، كما تم وضع غواصة صغيرة في مدخل المرفأ. ونشرت بطاريات صواريخ أرض ـ جو خوفا من اطلاق المناهضين للقمة صواريخ او تفجير زوارق محملة بالمتفجرات.

كما أعلن وزير الداخلية الايطالي كلاوديو سكايولا عن وقف العمل مؤقتا بمعاهدة «شينغن» التي تسمح بحرية التنقل في 11 دولة اوروبية. وبدأت كافة المطارات الايطالية ونقاط الحدود بتفتيش القادمين والتدقيق في جوازات سفرهم، بما في ذلك مواطنو الدول الاوروبية المنضوية ضمن معاهدة «شينغن».

وطلبت وزارة الداخلية الايطالية من السلطات في مختلف الاقطار الاوروبية فرض اجراءات امنية صارمة على المطارات والموانئ والقيام بالتفتيش الدقيق على كل الركاب المتجهين الى ايطاليا عبر مختلف المنافد.

وقد تلقت بلجيكا نهاية الاسبوع الماضي طلبا رسميا بذلك من وزارة الداخلية الايطالية وبدأت بالفعل تلك الاجراءات خلال اليومين الماضيين. وتسببت عمليات التفتيش الدقيقة على الركاب المسافرين الى ايطاليا الى تعطل قيام بعض الرحلات الجوية في مطار بروكسل، واضطر المسافرون الى الانتظار لفترات طويلة داخل المطار.

وزار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني جنوى اول من امس للمرة الثالثة للتأكد من فعالية الاجراءات الامنية، وخاصة في قصر الدوقية حيث من المقرر عقد الاجتماعات، وفي السفينة التي ستقام على متنها الولائم. واعلن برلسكوني ان ايطاليا صارت شبه جاهزة لاستقبال رؤساء الدول الصناعية السبعة وروسيا.

ويسعى الايطاليون من هذه الاجراءات الامنية لتفادي تكرار حوادث العنف التي رافقت مؤتمر القمة الاوروبية الاخيرة في غوتنبرغ بالسويد ومؤتمرات منظمة التجارة الدولية في براغ وسياتل.

من جانبها، اعربت المنظمات التي تنوي تنظيم احتجاجات سلمية، عن غضبها للاجراءات القاسية التي اتخذتها الحكومة الايطالية. فصرح رئيس المنتدى الاجتماعي فيتوريو انجوليتو الذي سيقود متظاهرين قد يصل عددهم الى 100 الف «ان الحكومة كذبت علينا وأغلقت محطات القطارات ونحن نمثل 6 مليارات نسمة بينما يمثل المؤتمر 8 دول كبرى تتحكم في العالم».

وافيد ان رجال الامن الاميركيين سينضمون الى زملائهم الايطاليين اثناء الزيارة المرتقبة للسيدة الاميركية الاولى لورا بوش الى مدينة فلورنسا لرؤية احد متاحفها الشهيرة برفقة الناقد الفني المعروف ووكيل وزارة الثقافة الايطالية فيتوريو سكاربي بدل الذهاب الى جنوى.