الحكومة الكرواتية تجتاز امتحان ثقة البرلمان بعد قرارها تسليم جنرالين إلى «لاهاي»

TT

زغرب: نور الدين صالح خلال 16 ساعة متواصلة، لم يتخللها توقف حتى للغداء، تمكن رئيس الوزراء الكرواتي ايفيتسا راتشان، من اقناع اعضاء البرلمان بعدم حجب الثقة عن حكومته.

وتم تصويت النواب بعد خطاب مطول لرئيس الوزراء خير فيه النواب بين «ان تتقدم كرواتيا وتحظى باحترام العالم، او ان تنتكس وتجعل شعبها يأكل اوراق الشجر».

بعد جلسة عاصفة اذيعت على الهواء مباشرة واستغرقت أكثر من 15 ساعة، ادلى فيها كل طرف بما عنده، تم الاقتراع الذي حققت فيه حكومة ايفيتسا راتشان فوزا ساحقا حيث ايد 93 نائبا من اصل 151 قرار الحكومة تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب، في حين عارض 36 نائبا ذلك القرار. وخرج نواب «التجمع الكرواتي الديمقراطي» من قاعة البرلمان في حالة غضب واحباط شديدين.

وكان رئيس الوزراء الكرواتي قد قال في خطابه أمام البرلمان ان «التصويت الذي دعيتم اليه ليس لتجديد الثقة في الحكومة او حجبها، وانما ان تكون كرواتيا دولة اوروبية ديمقراطية مستقرة ومتقدمة، او دولة من الجياع تأكل حشائش الارض». وأضاف: «لا خيار لدينا وليس بامكاننا تحمل العزلة والعقوبات الدولية، ولذلك فان ما نحن بصدده ليس مسألة تتعلق بالحكومة، وانما بمصالح الشعب الكرواتي».

وقد ايد تحالف الحكومة، اليسار (الاشتراكي الديمقراطي) والوسط الحاكم، في حين عارض الشيفونيون الكروات من بقايا انصار الرئيس الكرواتي السابق فرانيو تودجمان وبقية الاحزاب اليمينية الصغيرة الاخرى والليبراليون.

ورغم تخطي الحكومة الكرواتية لعقبة البرلمان بعد الازمة الخطيرة التي مرت بها حكومة ايفيتسا راتشان التي مر عليها قرابة 18 شهرا واستقال على اثرها 4 وزراء من الحزب الليبرالي المشارك في الحكومة، والذي يعد ثاني اكبر الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم، فان الحكومة ستواجه امتحانا آخر قد يكون الاصعب، وهو الاستفتاء الشعبي على عملية تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. ويتهم بعض الجنرالات من بينهم الجنرال رحيم آدمي، الذي اعرب عن استعداده للمثول امام محكمة جرائم الحرب والدفاع عن نفسه، والجنرال انتي جوتوفينا الذي توارى عن الانظار ويرفض الذهاب للاهاي، بارتكاب جرائم حرب ضد الصرب سنتي 1993 و1995 في منطقة كرايينا التي كانت بها اغلبية صربية.

وشارك في تلك العمليات العسكرية 120 الف جندي كرواتي، وتمت على اثرها سيطرة كرواتيا على اقليم كرايينا وخروج الصرب من المنطقة التي اعلنوها دولة خاصة بهم، وجعلوا مدينة كنين الكرواتية عاصمة لها، كما انهم ساعدوا فكرت عبديتش، القابع حاليا في السجون الكراوتية، على اقامة دولة انفصالية داخل البوسنة والهرسك، وهو الآخر مطلوب من قبل محكمة جرائم الحرب في لاهاي.