عمرو موسى: الكويت وعدت بتقديم كل الدعم لإنجاح عمل الجامعة العربية وتعزيز دورها

الأمين العام ناقش ترشيح شخصية كويتية للمشاركة في الجامعة

TT

أنهى أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى زيارة الى الكويت استغرقت يومين التقى خلالها بأمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله الصباح.

وعقب مباحثات اجراها مع النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد قال موسى ان الكويت وعدت بتقديم كل الدعم لانجاح عمل الجامعة العربية وتعزيز دورها. ووصف موسى نتائج المباحثات بالايجابية والطيبة، واضاف ان الشيخ صباح ابدى تأييدا لخطط تطوير الجامعة بشكل فوري ومستمر. وقال ان الاجتماع تطرق لعدد من الموضوعات كان اهمها خطط اصلاح آلية عمل الجامعة العربية لخدمة قضايا العرب، اضافة الى الوضع «السيئ للغاية الذي تعيشه المنطقة». وقال ان الاجتماع، الذي جرى بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح، تطرق لاجتماع لجنة المتابعة العربية غدا في القاهرة لبحث الوضع في الاراضي العربية المحتلة وايضا اجتماع اللجنة المالية والادارية للجامعة الشهر المقبل للنظر في الميزانية. وحول تفعيل اتفاقية التجارة العربية الموحدة وما اذا كانت ستؤدي الى انشاء سوق عربية مشتركة ذكر موسى ان «كل شيء ممكن اذا كان هناك تفعيل لاسس العمل الجاد بعيدا عن العناوين».

وعن اختيار شخصية كويتية سياسية وثقافية لتشارك في عمل الجامعة العربية اوضح موسى انه تم التحدث بهذا الامر مع الشيخ صباح، نافيا ان يكون تم تحديد هوية تلك الشخصية. وكان رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي استقبل موسى امس في مبنى البرلمان. وقال الخرافي للصحافيين «ابديت رأيي بصراحة ووضوح بكل ما يتعلق بالوضع في الجامعة العربية والحرص على اعادة المصداقية لهذه الامانة كونها مؤسسة تجمع العرب وتسعى الى توحيد كلمتهم».

وأضاف «ذكّرت موسى بدور الكويت في الاجراءات الخاصة بتطوير آلية الجامعة العربية واعادة تقييم التجربة لضبط مصالح العرب، لا سيما ما يتعلق بالمؤسسات الاقتصادية والمالية».

واعتبر الخرافي ان اللقاء «كان مفيدا ومثمرا لان الامين العام يعمل حاليا على تطوير المؤسسة». وقال ان «نجاح موسى نجاح للعرب، فنحن بحاجة الى المزيد من الترابط ومعالجة مشاكلنا، اضافة الى الحوار الصريح الهادف والبعيد عن المجاملة لنتمكن من تحقيق طموحاتنا».

وان كان قد أثار موضوع فرض العقوبات الذكية على العراق في ضوء الحديث عن ازمة بين الجامعة العربية من جهة والسعودية والكويت من جهة اخرى، اوضح الخرافي ان الحديث تمحور حول موضوع الاسرى الكويتيين المحتجزين في السجون العراقية، «لكن موضوع العقوبات يجب ان يربط بمعالجة موضوع الاسرى وعلى الجامعة العربية الاّ تخرج عما يجمع عليه العرب». وتمنى «عدم نقل مناقشة العقوبات الذكية من مجلس الامن الى الجامعة العربية، واذا كانت هناك وجهة نظر معينة حول الموضوع، فنتمنى ان يحمل الامين العام وجهة النظر العربية التي تمثل العرب كلا».

وعن احتمال وجود خلاف بين الامين العام واطراف اخرى قال الخرافي «ما لمسته هو حرص الامين العام على معالجة قضية الاسرى وايجاد الحلول الناجعة لها لانها تعتبر عقبة في طريق التجمع العربي».

وقال مصدر بجامعة الدول العربية أمس ان الامين العام عمرو موسى سيشكل قريبا جمعية عامة على غرار الجمعية العامة للامم المتحدة في اطار خطة تستهدف تنشيط الجامعة.

وقال المصدر ان الجمعية العامة المزمعة التي ستضم نحو 65 عضوا «ستضطلع بمناقشة سبل تفعيل القرارات التي تصدرها مؤتمرات القمة العربية وبحث الايجابيات الناتجة عن هذه القرارات ومحاولة تنشيطها وبحث السلبيات ومحاولة تفاديها».

وأضاف ان توصيات الجمعية التي ستعقد اجتماعا سنويا واحدا على الاقل ستكون لها الأولوية في عرضها على مجلس وزراء الخارجية العرب ومؤتمرات القمة العربية.

ويتكون أعضاء الجمعية العامة من المندوبين الدائمين وعددهم 22 الى جانب رؤساء المنظمات العربية الاربع والعشرين التابعة للجامعة والامناء المساعدين والمفوضين وبعض الشخصيات العربية المعنية بالقضايا محل البحث.

وقال المصدر ان تشكيل الجمعية العامة سيساعد على عدم تراكم القرارات في الجامعة وعلى إحياء القرارات السابقة التي بقيت من دون متابعة.

وكان موسى قد بدأ بعد توليه منصبه في مايو (ايار) الماضي تنفيذ خطط ترمي الى اعادة هيكلة الجامعة العربية وتنشيطها بعد سنوات طويلة من عدم الفعالية.

وفي اطار هذه الخطط تم تعيين الفلسطينية البارزة حنان عشراوي مفوضة لشؤون الاعلام الاسبوع الماضي. وتقول مصادر بالجامعة ان موسى قد يعين نحو ستة مفوضين.

من جانب آخر، استقبل موسى بمقر الجامعة بالقاهرة وفد غرف التجارة العربية ـ الاوروبية المشتركة الذي ضم الدكتور الياس غنطوس الامين العام للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، وعبد الكريم المدرس الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية ـ البريطانية والمنسق العام لغرف التجارة العربية ـ الاجنبية المشتركة، وعبد السلام العوضي نائب رئيس غرفة التجارة العربية السويسرية، وميشيل حبيب دي لونكل رئيس غرفة التجارة العربية ـ الفرنسية، وموريس ميتزي رئيس الدورة السنوية الحالية للغرف العربية ـ الاجنبية المشتركة.

ودار النقاش بين الأمين العام للجامعة واعضاء الوفد حول تعزيز آليات التعاون الكامل بين غرف التجارة العربية ـ الاوروبية المشتركة والمؤسسات المختصة بالجامعة لتحقيق اهداف الغرف بتدعيم العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والدول الاوروبية. وعبر موسى عن بالغ تقديره لنشاط هذه الغرف العربية ـ الاجنبية وعن تأييد الجامعة لها، كما اشاد بالدور الفريد الذي تقوم به هذه الغرف في خدمة الامة العربية.