شحة الفيضانات وراء اختفاء الدولة القديمة وسقوط الفاطميين في مصر

برنامج بريطاني: 40 عاما من الجفاف أدت إلى مجاعة وموت واسع

TT

يكشف التلفزيون البريطاني في التاسعة من مساء اليوم ان اختفاء الملوك العظام من مصر الفرعونية لم يكن بفعل الصراعات الحربية او الغزاة القادمين من الشرق عبر شبه جزيرة سيناء بل بفعل شحة فيضانات نهر النيل والمجاعة التي ضربت البلاد، وهو نفس السبب الذي دعا المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت الى ان يطلق مقولته الشهيرة بعد ذلك بألفي عام «مصر هبة النيل». ويقول البروفسور حسن فكري استاذ الاثار المصرية بجامعة لندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان برنامج التلفزيون البريطاني الذي شارك في اعداده تحت اسم «موت على النيل» ان الاختفاء المفاجئ لدولة الملوك العظام وهي الدولة القديمة نحو 2200 قبل الميلاد، ومن ابرز ملوكها خوفو وخفرع ومنقرع وبيبي الثاني وهو اخر ملوكها، كان بسبب شحة الفيضانات نحو 40 عاما متتالية، مما ادى الى صنوف من المجاعة وموت الحياة لم تشهدها مصر من قبل.

ويقول ان شحة الفيضانات ادت مرة ثانية الى انتهاء العصر الفاطمي من مصر في عهد الحاكم العادل لدين الله نهاية القرن الـ 12 الميلادي، وهو ما أكده المؤرخان المقريزي وعبد اللطيف البغدادي. ويضيف فكري ان دراسته بنيت على ادلة جيوليوجية واثرية استغرقت نحو 30 عاما منذ تخرجه من كلية العلوم بجامعة عين شمس وحتى بعد الانتهاء من دراسته للدكتوراه للآثار بالولايات المتحدة. واشار الى ان شحة الفيضانات ادت الى سقوط الدولة المركزية في منف، وقيام دولتين متصارعتين احدهما في اهناسيا والاخرى في طيبة جنوب مصر. ويتطرق البرنامج الى ان شحة الفيضانات كانت عاملا اساسيا هو الاخر في سقوط الدولة الفاطمية في مصر في حدود القرن الثاني عشر الميلادي حسبما ذكر المؤرخ المقريزي في كتاباته. وضمن الادلة الاثرية التي اعتمدها البروفسور فكري في كتاباته هو كتابات الحكيم المصري القديم باللغة الهيروغليفية عن حدوث اضطرابات ومجاعة في نهاية عهد حكم الملك بيبي الثاني بسبب انخفاض منسوب مياه نهر النيل، بالاضافة الى سجل حاكم مقاطعة ادفو عن تلك الفترة. ويقول ان فترة الاضطراب والاضمحلال سرعان ما تلاشت من التاريخ المصري القديم بسبب قوة حكام المقاطعات الوسطى الذين نظموا انفسهم، وكانت الريادة لحكام طيبة الذين أسسوا الدولة الوسطى في التاريخ المصري القديم.