الجزائر: الحكومة تدعو الشعب لمساندتها في مقاومة الإرهاب

TT

دعا رئيس الحكومة الجزائري علي بن فليس امس الشعب الى مساعدة قوات الامن في مقاومة الجماعات المسلحة التي صعدت في الآونة الاخيرة من عملياتها المسلحة ضد المدنيين العزل.

وجاء هذا النداء خلال زيارة عمل يقوم بها بن فليس الى ولاية الجلفة (300 كلم جنوب العاصمة)، بعد ساعات فقط من مقتل شخصين داخل احد المركبات السياحية في الضاحية الغربية للعاصمة. فقد هاجم مسلحون صباح امس مطعما لإعداد الفطائر في المركب السياحي لمدينة تيبازة (70 كلم غرب العاصمة) وامروا الزبائن بالدخول الى المحل، غير ان احد العاملين هناك ارتبك فهم بالفرار، مما اضطر المسلحين الى فتح النار عليه فأردوه واصيب احد رواد المطعم ايضا باصابات بالغة توفي متأثرا بها عند نقله الى العيادة.

وقد تمكن المعتدون، حسب رواية رسمية، من الفرار عبر غابة محاذية للمركب نزلوا منها لتنفيذ اعتدائهم.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، قال احد العاملين بالمركب، كان بعيدا عن مكان الحادثة، ان هدف المسلحين «قد يكون ارتكاب مذبحة داخل المركب واحداث ضجة كبيرة، لكن فرار عامل المطعم اجبرهم على العودة من حيث اتوا بعدد اقل من الضحايا»، لكن «هؤلاء المجرمين، يضيف نفس المصدر، افلحوا رغم ذلك في تسميم الاجواء وبث الرعب في اوساط نزلاء المركب، حيث لم يتأخر بعضهم عن حزم امتعتهم ومغادرة المكان منذ الساعات الاولى لنهار اليوم (امس)، ولا ندري ان كانوا سيرجعون ام لا».

ويعد مركب «السات»، وهو الاسم المعروف به، من اهم الاماكن التي يرتادها السياح من داخل الجزائر خاصة وكذا الذين يأتون من المهجر لقضاء عطلتهم في البلد.

من جهة ثانية تجمعت مئات من عائلات المفقودين امس في العاصمة رافعة لافتات تطالب الدولة بالحقيقة حول مصير ابنائها المختطفين منذ سنوات من دون ان يظهر لهم اثر. وقد منعت قوات الشرطة المحتجين من تنظيم مسيرة الى ساحة اول مايو، واجبرتهم على الاعتصام في مكان تجمعهم الذي لا يبعد سوى بضعة امتار عن منزل عباسي مدني رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ، حيث يقيم منذ صيف 1997 في اقامة جبرية.

على صعيد آخر، استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، صباح امس، محند يسعد رئيس لجنة التحقيق في احداث منطقة القبائل، ولم يدل هذا الاخير بأي تصريح عند خروجه من قصر الرئاسة، عكس ما دأب عليه في مناسبات سابقة. ولم يتسرب شيء عن فحوى اللقاء، الا ان مصادر مطلعة قالت ان يسعد شوهد يدخل مكتب الرئيس من دون ان يكون حاملا معه اية وثيقة، وهو ما يعني انه لم يحمل معه تقرير لجنته النهائي.