أهالي القويعية يتذكرون الزيارة الأخيرة للأمير الراحل

TT

نزل خبر وفاة الأمير فهد بن سلمان على اهالي محافظة القويعية (179 كيلومترا غرب الرياض) فاجعا. ويعود ذلك للعلاقة الوثيقة التي تعاظمت وتيرتها مع الأمير الفقيد على مدى سنوات طويلة لدرجة انه يتصدر عقب والده الأمير سلمان بن عبد العزيز قائمة «اصدقاء القويعية» التي تضم اسماء لامعة لابرز وجوه المجتمع السعودي.

وتعد زيارة الأمير الراحل في شهر مايو (ايار) الماضي والتي خصصها لاصدقائه في محافظة القويعية التي تحظى بتصنيف «أ» تبعا لنظام المحافظات في السعودية، بمثابة ابرز نشاط اجتماعي جماهيري حافل في ايامه الاخيرة. وعبر عدد من الاهالي لـ«الشرق الأوسط» امس عن حزن بالغ في المحافظة عقب علمهم بخبر الوفاة. وكانت تصريحات الأمير فهد خلال الزيارة تؤكد مدى حرصه على متابعة التطور الذي غمر مناطق بلاده، وقال الفقيد في تلك الزيارة «يهمني جدا الاطلاع على ما اصبحت عليه المدن السعودية كمواطن سعودي في المقام الاول». وقدم شكره لحمد بن سليمان الجبرين «على دعوته لزيارة القويعية وهي دعوة شخصية على كل حال ولكن من خلالها التقيت بالاخوان في هذه المدينة الجميلة وانا حريص على زيارة جميع مناطق المملكة».

وتجول الأمير الراحل خلال زيارته في كل الاماكن الاثيرة عند السكان هناك، وسأل باهتمام عن تاريخ تلك المواقع وما ترمز له عند الاهالي. فيما حرص الراحل على زيارة مقر الجمعية الخيرية في القويعية حيث قدم تبرعا سخيا، اعقبها بزيارة مماثلة لمقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم، والتقى بالمشرفين عليها، وقال احدهم لـ«الشرق الأوسط»: اننا فرحنا بزيارته رحمه الله للجمعية لأنك تشعر وانت تتحدث للأمير فهد بالراحة التامة للتعبير عن وجهت نظرك من دون انزعاج او تجاهل لحديثك. وقال المشرف الذي فضل عدم كشف اسمه «احطنا الأمير بأمنيتنا ان يكون شخصه الكريم راعيا لاحتفال خريجي جمعية تحفيظ القرآن فأبدى حرصه على ان يلبي تلك الامنية في اقرب وقت».

وقال رجل في القويعية «لم اجد اية عوائق في التحدث مع الأمير الراحل مباشرة خلال زيارته للقويعية، وذكرى الزيارة لا تفارقني». لكن من اهم ما تركه الفقيد في نفوس من التقاهم في تلك الزيارة، هو تشديده على ان يتبرعوا بكامل اعضائهم لمركز الاعضاء عقب وفاتهم. وسمعوه يحثهم «انا اول من تبرع بجميع اعضائه في حالة وفاتي ليستفيد منها الآخرون ممن هم على قيد الحياة ويعانون اشد الألم».