إسرائيل تعلن اغتيال أحد قادة «حماس» في نابلس والحركة تتوعد بأن ردها «لن يكون متخاذلا»

مسؤول بـ«حماس»: الشهيد حاول الهرب ولكن 3 قذائف أصابت سيارته

TT

اغتالت اسرائيل امس في مدينة نابلس قياديا جديدا من كوادر حركة حماس. وهددت الحركة بان ردها على «هذه الجريمة الجديدة لن يكون متخاذلا كما لم تكن متخاذلة في ردودها على العمليات السابقة». واتخذت الاجهزة الامنية الفلسطينية اجراءات واعتقلت عددا من الاشخاص للتحقيق في امكانية تورطهم في هذه العملية التي تفاخرت اسرائيل ولاول مرة بهذا الشكل المفتوح بتنفيذها.

ونددت السلطة الفلسطينية بالعملية التي اعتبرتها دليلا آخر على استمرار السياسة العدوانية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وكررت المطالبة بحماية دولية.

وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي في بيان له ان قوة خاصة تابعة له اغتالت بعد ظهر امس «صلاح دروزة الارهابي البارز من حماس وأحد زعماء حماس في نابلس». وبررت قوات الاحتلال هذه الجريمة بالادعاء بان دروزة نظم عددا من النشطاء للقيام بعمليات فدائية، وحملته مسؤولية عمليات اطلاق النار على مستوطنة جيلو المتاخمة لبلدة بيت جالا الفلسطينية قرب بيت لحم، كما حملته مسؤولية عملية نتنانيا قبل اربعة اشهر والمشاركة في اختطاف وفي النهاية مقتل العريف في الجيش الاسرائيلي نخشون فاكسمان في عام .1992 وتوعد الجيش بمزيد من عمليات الاغتيال بقوله انه سيواصل «العمل من أجل الحيلولة دون وقوع هجمات لحماية امن المدنيين والجنود الاسرائيليين». واغتيل دروزة احد قيادات الصف الثاني في حماس وممثلها في لجنة قيادة الانتفاضة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وهو في طريقه من منزله قرب شارع تونس في مخيم العين غرب المدينة، الى قضاء معاملة تجارية في مصرف في شارع حيفا وسط المدينة اي في منطقة «أ» الخاضعة امنيا واداريا لسيادة السلطة الفلسطينية.

واكد جمال منصور احد قادة حماس في نابلس لـ«الشرق الأوسط» ان دروزة رجل سياسي ويمثل حركة حماس في لجنة متابعة الانتفاضة. ووصف منصور كيفية اغتيال دروزة فقال «ان الشهيد صلاح كان يقود سيارته في شارع حيفا عندما اطلقت عليه اول قذيفة. فاخطأته، فانحرف بسيارته الى الجهة الاخرى من الشارع وحاول الهروب، لكن 3 قذائف اخرى لم تمهله للهروب فاصابت السيارة اصابات مباشرة فتحولت الى ركام وتحول جسد الشهيد الى اشلاء».

ورجح منصور ان تكون القذائف الاسرائيلية صواريخ اطلقتها طائرات مروحية اسرائيلية كانت تحلق في الجو. وقال: ثمة من يقول ان القذائف كانت قذائف صاروخية مدفعية لكن الارجح انها صواريخ من الجو، لان ازيزها كان ازيز صواريخ. لكن منصور لم يستبعد «ان تكون الدبابات الاسرائيلية المرابطة في قمم الجبال المحيطة بالمدينة قد اطلقت بعض القذائف للتمويه».

وقال حسام خضر عضو المجلس التشريعي عن دائرة نابلس لـ «الشرق الاوسط» ان «الشهيد صلاح اغتيل بعد الظهر بعد اطلاق 6 صواريخ مضادة للدروع على سيارته الحمراء من طراز جيت، التي كان يستقلها في طريقه من منزله في مخيم العين الى وسط مدينة نابلس». واضاف خضر في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»: «ان 3 صواريخ اصابت السيارة اصابة مباشرة، فدمرت السيارة تدميرا كاملا واصبحت جثة الشهيد اشلاء».

واعاد خضر سبب اختيار اسرائيل لدروزة الى موقعه المتقدم ومكانته البارزة في حماس التي يمثلها في لجنة الانتفاضة العليا في مدينة نابلس.

وتوقع خضر ان ترد حماس «على هذه الجريمة البشعة بعملية استشهادية كبرى. وستجعل المواطن الاسرائيلي يدفع ثمنا باهظا على حماقة قيادته العسكرية».

وقال خضر ان «هذه الجريمة وغيرها العديد من الجرائم السابقة تطرح وبقوة ملف الخونة والجواسيس والفاسدين على اعلى المستويات». وطالب السلطة باتخاذ اجراءات رادعة على الارض ضد الجواسيس والمتعاونين مع جيش الاحتلال الذين يلعبون دورا نشطا في عمليات الاغتيال والتصفية ضد نشطاء الانتفاضة. لكن خضر شكك في امكانية قيام «السلطة الفلسطينية في فتح هذه الملف لانه قد يطال بعض كبار المتنفذين فيها». وانتقد خضر موقف الاجهزة الامنية الفلسطينية ازاء العملاء والمتعاونين الذي وصفه بانه «دون المستوى الوطني المطلوب في هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها شعبنا».

يذكر في هذا السياق ان اسرائيل اغتالت منذ اندلاع انتفاضة الاقصى اواخر سبتمبر (ايلول) الماضي ما يزيد عن 40 ناشطا من حركات فتح وحماس والجهاد الاسلامي. وتمت عمليات التصفية والاغتيال في معظمها عبر عمليات تفجير او هجمات صاروخية تنفذها طائرات مروحية.

** لمحة عن حياة صلاح دروزة ـ من مواليد نابلس عام .1964 اب ويبلغ من العمر 34 سنة.

ـ متزوج وله من الاطفال 6 وهم 3 بنات و3 بنين واصغرهم يبلغ من العمر سنة واحدة.

ـ انهى دراسته الجامعية في جامعة ابو ديس بالقدس قسم الاحياء.

ـ تملك اسرته مصنعا للحقائب يعمل هو شخصيا فيه.

ـ انضم الى عضوية حماس اثناء تحصيله الجامعي في جامعة ابو ديس.

ـ ابعد مع اكثر من 400 ناشط من حماس والجهاد وفصائل اخرى الى مخيم مرج الزهور في جنوب لبنان في ديسمبر (كانون الاول) 1992 عقابا لمقتل الجندي نسيم طوليدانو، حسب النائب حسام خضر.

ـ قضى عامين في سجون الاحتلال الاسرائيلي بدءا من اكتوبر (تشرين الاول) 1994 بتهمة مساعدة المهندس رقم واحد يحيى عياش قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس الذي اغتيل بتفجير هاتف نقال في غزة عام .1996 ـ اعتقلته السلطة الفلسطينية اكثر من مرة في الفترة ما بين 1997 و1999 للاشتباه في ضلوعه في التخطيط لعمليات انتحارية في اسرائيل.