إسرائيل تأخذ بجدية التهديدات الفلسطينية بتصفية قادة المستوطنين المتطرفين وتتخذ إجراءات لحمايتهم

TT

اكدت اجهزة الأمن الاسرائيلية انها تأخذ بجدية قصوى التهديدات الفلسطينية بتصفية عدد من قادة المستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، المعروفين باعتداءاتهم على الفلسطينيين. فأقرت سلسلة اجراءات لحمايتهم، رغم معارضة عدد منهم لذلك.

وأصدرت اجهزة الأمن الاسرائيلية اوامر لهؤلاء المستوطنين، بأن يتوقفوا عن التنقل بسياراتهم المعروفة والتقليل من تحركاتهم واستقلال سيارات اخرى وتغيير ممارساتهم اليومية وتصرفاتهم الشخصية الظاهرة واتباع الحذر وتزويدهم بسيارات محصنة لا يخترقها الرصاص.

وكان جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني قد اعد قائمة بأسماء حوالي 50 من ابرز نشطاء المستوطنين، مع لائحة تدون فيها الاعتداءات الدموية التي قام بها كل واحد منهم ضد الفلسطينيين. وسلمتها للمندوبين الاميركيين في لجنة التنسيق الأمني الاسرائيلية ـ الفلسطينية المشتركة، مطالبة اسرائيل باعتقالهم ومحاكمتهم على جرائمهم. وهدد مسؤول فلسطيني بأنه في حالة تجاهل السلطات الاسرائيلية لهذا الطلب، فان اجهزة الامن الفلسطينية ستتولى معالجة هؤلاء المعتدين بقواها الذاتية.

ومع ان المبادرة الفلسطينية، من اولها الى آخرها، منسوخة عن التصرفات والممارسات الاسرائيلية، واستهدفت التذكير بأن اسرائيل اعدت قائمة كهذه من نشطاء فلسطينيين وطالبت السلطة الوطنية باعتقالهم وهددت بمعالجتهم اذا لم يعتقلوا، وبدأت بتصفيتهم واحدا واحدا، فان الاسرائيليين اعتبروا التهديد الفلسطيني «تطاولا خطيرا مرفوضا». وهدد مسؤول أمني اسرائيلي باعتقال «المسؤول الفلسطيني الذي يسلمنا لائحة كهذه وانزال اشد العقوبات به».

وتضم القائمة الفلسطينية، على سبيل المثال، نوعم ارنون، احد اشد المستوطنين تعصبا، الذي يقود المستوطنين في الخليل المعروفين باعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين، ونوعم فدرمن وباروخ مارزل، وهما من قادة عصابة الارهاب اليهودية «كاخ»، التي تعتبر محظورة حسب القانون الاسرائيلي ولكن افرادها يعملون براحة بالغة، ويركزون نشاطهم في الآونة الاخيرة في منطقة الخليل، وكلا المذكورين يقطنان في البيوت الاستيطانية في قلب المدينة، والصحافي حجاي سيجال، وهو من قادة عصابة الارهاب اليهودية التي اكتشفت في مطلع الثمانينات ونفذت عددا من الاعمال الارهابية مثل محاولة اغتيال ثلاثة رؤساء بلدية فلسطينية (بسام الشكعة، نابلس، وقد تمكنوا من اصابته بجروح خطيرة ومنذ الاعتداء وهو مشلول ومقعد، وكريم خلف ـ رام الله، الذي قطع جزء من رجله من جراء الانفجار، وابراهيم الطويل، البيرة، الذي نجا من الاغتيال بعد ان امتنع من ركوب سيارته، فقام خبير متفجرات عربي في الجيش الاسرائيلي بتفكيك العبوة فانفجرت فيه واصيب بالعمى وغيره من التشوهات)، وخططوا في حينه لتفجير المسجد الاقصى المبارك. كما تضم القائمة عددا من قادة مجلس المستوطنات، امثال شاؤول غولدشتاين وبنشي ليبرمن وكذلك نوعم لفنات (شقيق وزيرة التعليم في حكومة شارون، ليمور لفنات).

ورد عدد من المهددين على هذا النبأ. فقال الصحافي سيجال، ان التهديد الفلسطيني ما هو الا نكتة سخيفة ووقحة. واتهم الحكومة بالمسؤولية عن هذه الوقاحة «فلو ان هذه الحكومة تعاملت مع السلطة الفلسطينية باعتبارها سلطة ارهاب كما يقول رئيس اركان الجيش، شاؤول موفاز، ولم تعد ترى في رئيسها ياسر عرفات شريكا في المسيرة السلمية، فانهم ما كانوا ليتجرأوا على اعداد القائمة والتهديد بتصفية عناصرها». ودعا رئيس الوزراء الى الاستقالة «فاذا لم يكن قادرا على اخراس هؤلاء القتلة، فليفتح الطريق امام قائد آخر مكانه».

وقال ليبرمن: «هذا برهان آخر على ان السلطة الفلسطينية هي اكبر منظمة ارهابية في العالم». واتهم هو الآخر حكومة اسرائيل «التي تشجعهم على هذه الوقاحة، بواسطة سياستها المترددة»، بينما قال شاؤول غولدشتاين، انه يأخذ التهديد بجدية. وقد بدأ يتصرف بحذر.

الى ذلك عقد المسؤولون الأمنيون الفلسطينيون والاسرائيليون الليلة الماضية اجتماعا امنيا برعاية مدير مكتب وكالة المخابرات المركزية الاميركية «سي آي إيه» في تل ابيب. ويفترض ان يكون مسؤولو الامن الفلسطينيون قد قدموا للجانب الاسرائيلي قائمة بأسماء الارهابيين المستوطنين، وكذلك قائمة بالخروقات الاسرائيلية واستمرار فرض الحصار والاغلاق الذي ما زال مفروضا على الاراضي الفلسطينية منذ عدة اشهر».