سلاف مقدونيا يهاجمون السفارات الغربية في سكوبيه والحكومة تتهم الناتو بالتواطؤ مع الألبان

TT

سراييفو: عبد الباقي خليفة سكوبيه: وكالات الأنباء هاجم المئات من المقدونيين السلاف المدججين بالادوات الحادة والحجارة امس ومساء اول من امس عددا من السفارات والمكاتب والمنشآت التجارية الغربية في العاصمة سكوبيه. وقال شهود عيان إن المتظاهرين كانوا يحتجون على دفعهم الى اخلاء منازلهم في قرى ليسوك ونيبروستينو وتيرس التي استولى عليها المقاتلون الالبان بمدينة تيتيفو، ثاني كبرى المدن الواقعة الى الشمال الغربي من العاصمة المقدونية.

وحطم المتظاهرون نوافذ السفارتين الالمانية والبريطانية ومكاتب الاتحاد الاوروبي، ولم يتمكنوا من إحداث أضرار في مبنى السفارة الاميركية لانه يحيط بها سور عال. وقال الشهود ان المتظاهرين احرقوا عشر سيارات تابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا وسط المدينة. كذلك حطموا زجاج مطعم ماكدونالد وسط سكوبيه. ورفع المتظاهرون وبعضهم يخفون وجوههم العلم المقدوني، مرددين هتافات معادية للالبان. وكان وجود قوات الشرطة ضئيلا في العموم، مما اعطى الانطباع بان حركة الاحتجاج كانت خارجة عن اي سيطرة. وقالت وكالة الانباء الالمانية ان المظاهرات جاءت تعبيرا عن سخط الاغلبية السلافية على ما يصفه زعماؤها بالجهود المنحازة التي يبذلها الوسطاء الغربيون للدفاع عن قضايا الاقلية الالبانية على خلفية النزاع الذي يستمر منذ خمسة أشهر في البلاد. وقال انطونيو ميلوسوسكي المتحدث الرسمي باسم الحكومة في اول هجوم علني على حلف شمال الاطلسي (الناتو) والغرب: «ان الناتو هو اكبر اصدقاء اعدائنا». واتهم الدول الغربية بالسعي لمساعدة «المتمردين الالبان». وحملت الحكومة المقدونية بحدة على «الناتو» واخذت عليه انه لم يشر الى متمردي جيش التحرير الشعبي كمسؤولين عن تعطيل وقف اطلاق النار الساري منذ الخامس من الشهر الجاري، واغلقت معبر الحدود بين مقدونيا وكوسوفو امام اي قافلة غربية.

وقال ميلوسوسكي: «ان مقدونيا ليست فحسب في حرب مع جيش التحرير الشعبي لكنها تواجه تهديدا اكبر يتمثل في دعم بعض الدول الغربية لتشكيلات شبه عسكرية متمردة على سلطة الدولة».

وقال الشهود ان آلافا من الاشخاص، معظمهم من الشبان تظاهروا في شوارع العاصمة المقدونية للتعبيرعن غضبهم حيال الغرب والالبان، بعد اندلاع معارك جديدة في مدينة تيتوفو. وفضلا عن الشبان تشكلت مواكب مختلفة من المتظاهرين وسط فوضى عارمة، مستفيدين من عدم تحرك الشرطة. وقد ضمت هذه المواكب سلافا من القرى المجاورة لتيتوفو والذين طردهم مقاتلو جيش التحرير الشعبي من اراضيهم. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد دعا اثناء زيارة قصيرة اول من امس الى كوسوفو لوقف القتال والسعي لايجاد تسوية عبر التفاوض. كما حذر جيش التحرير الشعبي بدون ان يسميه بان اقليم كوسوفو يجب ألا يشكل «معقلا» للمتمردين في المنطقة. على صعيد آخر، قالت قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي في كوسوفو امس انها اعتقلت 55 يشتبه انهم من اعضاء جماعة مسلحة من اصل ألباني نشطة في مقدونيا المجاورة. وقال الكولونيل مانفريد جانك المتحدث باسم قوات حفظ السلام ان جنوده صادروا العديد من البنادق الآلية والذخيرة اثناء العملية قرب بلدة بريزرين الجنوبية اول من امس. واضاف ان المعتقلين المعتقد انهم من اعضاء جيش التحرير الوطني كانوا في طريقهم من مقدونيا الى البانيا عبر كوسوفو التي تديرها الامم المتحدة. واشار الى انهم كانوا يصحبون معهم 50 بغلا.