واحد يحذر من عودة الديكتاتورية ويتهم الجيش بالعودة إلى أساليب سوهارتو

TT

جاكارتا ـ وكالات الأنباء: في أول حديث يدلي به بعد عزله توقع الرئيس الإندونيسي المعزول عبد الرحمن واحد عودة البلاد إلى الحكم الديكتاتوري المدعوم من الجيش مع تولي ميغاواتي سوكارنو رئاسة البلاد خلفا له. وأضاف واحد في تصريحاته التي أدلى بها لوكالة اسوشيتد برس أنه أخطأ في تقديره لمدى تصميم معارضيه على الإطاحة به في جلسة العزل. وقال إن معارضيه سيندمون على الإطاحة به، مضيفا أن معارضيه في البرلمان والقوات المسلحة يريدون العودة إلى أساليب الديكتاتور السابق سوهارتو. واكد: «إن الشعب سيثور ضد الرقابة والكثير من القيود التي ستفرض على حياته». واضاف إنه لن يقدم أي نصائح لنائبته السابقة والرئيس الحالي ميغاواتي سوكارنو. مشيرا الى ان صداقته الطويلة معها قد انتهت الآن، لانها: «غلبت طموحها في السلطة على المصلحة العامة للبلاد». وكرر رأيه بأن الإطاحة به غير دستورية. وكان واحد وميغاواتي حليفين سياسيين وصديقين حميمين أثناء مقاومتهما لحكم سوهارتو، كما دعمها واحد كثيرا لتصبح نائبة له عام 1999.

وقال إنه وافق أخيرا على مغادرة قصر الرئاسة، وسيتوجه مباشرة إلى الولايات المتحدة اليوم (الخميس) ليتلقى علاجا لارتفاع ضغط الدم. واضاف: «ان الاطباء كانوا قلقين للغاية من ان اصاب بجلطة ثالثة، اذ انني اصبت بجلطتين من قبل، وهم يريدون ان يتأكدوا من عدم إصابتي مرة ثالثة».

وكان واحد قد رفض مغادرة قصر الرئاسة رافضا قبول قرار البرلمان عزله بدعوى الفساد وعدم الكفاءة. ويعتقد أن خطة سفره للولايات المتحدة لتلقي العلاج ما هي إلا طريقة لحفظ ماء الوجه، لإنهاء الأزمة التي كانت تهدد بإحراج أنصاره والقيادة الجديدة. واتهم واحد خصومه باستخدام «النزاعات بين السياسيين لفرض قوانينهم الخاصة والتي ستنحدر بالبلاد الى اوضاع شبيهة بالاوضاع التي كانت سائدة ايام ديكتاتورية سوهارتو». واضاف: «لكن الناس سيقاتلون للعودة للديمقراطية والتخلص من القيود». ورفض واحد ادانة المؤسسة العسكرية التي رفضت الوقوف في صفه بل فضلت الانحياز لميغاواتي على مدى العام الماضي قائلا: «في القوات المسلحة الاندونيسية يوجد اناس كثيرون ممتازون ومخلصون».

وعلى صعيد عملية اعادة ترتيب السلطة بعد عزل واحد وتعيين ميغاواتي، اجتمع البرلمان الإندونيسي حتى ساعة متأخرة من مساء امس لانتخاب نائب لها، وسيساعد اختيار نائب الرئيس على تحديد شكل الحكومة الجديدة التي يتوقع أن يعلن عن تشكيلها خلال الأيام القليلة القادمة.

وسيختار أعضاء البرلمان وزعماء الأحزاب السياسية الرئيسية نائبا من بين خمسة مرشحين للمنصب، لكن هذه العملية أثارت خلافات مريرة بين المتنافسين الذين هددوا بتقويض الائتلاف الذي دعم تولي ميغاواتي للحكم.

ومعلوم أن الكتلة الإسلامية في البرلمان كانت تعتقد أن مرشحها سيخوض السباق لمنصب نائب الرئيس دون منافسة كجزء من اتفاق للموازنة مع القوى القومية التي تمثلها ميغاواتي، لكن مرشحين آخرين انضموا إلى السباق. ويفضل الكثير من الاندونيسيين جنرال الجيش السابق ووزير الأمن سوسيلو بامبانغ يوذايونو الذي عزله واحد الشهر الماضي وسط دهشة الكثيرين، إلا أن تاريخه العسكري أثار مخاوف من إحياء دور القوات المسلحة التي يفترض إبعادها عن الحياة السياسية. لكن جدلا مماثلا يدور حول باقي المرشحين أيضا. ومن بينهم رئيس مجلس النواب «أكبر تانيوج» الذي يرأس أيضا حزب جولكار الذي كان سوهارتو ينتمي إليه.

ولم يقدم حزب النضال الديمقراطي الإندونيسي الذي تنتمي إليه ميغاواتي أي مرشحين للمنصب. وقبل ساعات من اجتماع البرلمان احتشد نحو ألفي طالب أمام مبنى البرلمان الذي تحيط به حراسة مشددة احتجاجا على احتمالات أن يذهب منصب نائب الرئيس إما لمرشح حزب جولكار أو الجيش. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بعدم تولي أي من مرشحيهما للمنصب.

وزارت ميغاواتي قبر والدها سوكارنو مؤسس دولة إندونيسيا والذي يقع في جاوة الشرقية معقل واحد.