وزراء خارجية «الآسيان» يسعون لخفض التوتر في آسيا

TT

هانوي ـ وكالات الانباء: اجتمع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق اسيا (الاسيان) وشركاء من القوى الكبرى امس لاجراء محادثات امنية سنوية تستهدف تجنب نزاعات في المستقبل وطرد اشباح عقود من العداء والشكوك المتبادلة. ولكن المجادلات حول الحروب الموغلة في احقاب الماضي ما زالت تخيم على الاجتماع. وقال المشاركون ان القلق يراود بعض الدول من ان المنتدى يتحدث كثيرا دون فعل شيء.

ويضم اجتماع المنتدى الاقليمي لآسيان، وهو تجمع امني رئيسي في اسيا، والذي يستغرق يوما واحدا، وزراء خارجية الدول العشر الاعضاء في رابطة جنوب شرق اسيا، مع قوى اخرى رئيسية تشمل الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والاتحاد الاوروبي.

وقال الكسندر داونر وزير خارجية استراليا ان مناقشات الجلسة الصباحية (امس) تركزت على تغيير القيادة في اندونيسيا والعلاقات الاميركية ـ الصينية التي يشوبها التوتر. واضاف: «هناك تصور يقول انه مع تغيير الادارة في اندونيسيا سيكون هناك استقرار اكبر، وبالنسبة للعلاقات الاميركية ـ الصينية هناك رؤية تشير الى ان العلاقة تتحرك في الاتجاه الصحيح رغم المصاعب التي اكتنفتها خلال العام الماضي».

وعلى الرغم من ان الدولتين الكبيرتين تمكنتا الى حد كبير من تسوية خلافهما بشأن طائرة التجسس والذي نشب خلال العام الحالي، الا انهما واجهتا خلافا جديدا بشأن قرار الصين بسجن اثنين من الباحثين الصينيين المقيمين في اميركا لمدة عشر سنوات بتهمة التجسس.

وقال كولن باول وزير الخارجية الاميركي الذي يعود الى فيتنام للمرة الاولى منذ مشاركته في الحرب الفيتنامية كجندي: «سنتحدث عن قضية الباحثين الصينيين، وانا متأكد ان لدينا فرصة لبحث الامر مع وزير الخارجية الصيني». واضاف باول الذي سيزور الصين يوم السبت المقبل: «انا مسرور للغاية لان الصين قررت الاكتفاء بابعاد الباحث لي شاومين الذي ادين بالتجسس في 14 الشهر الجاري».

رقص الأفيال وقال وزير خارجية تايلاند سوراكيارت ساثيراثاي ان اسيا تشعر بالارتياح وهي ترى العلاقات الاميركية ـ الصينية تتحسن. واضاف: «عندما يرقص فيلان نتأثر بذلك جميعا». ومن المشاكل الاقليمية المعلقة منذ امد طويل النزاع الاقليمي في بحر الصين الجنوبي حيث تتبادل الصين وعدد من دول الاسيان المزاعم بشأن جزر سبراتلي، وهي ارخبيل ناء يعتقد انه غني بالنفط. وتحطمت الامال بشأن استئناف المحادثات الرفيعة المستوى بشأن كوريا الشمالية في اجتماعات اسيان الاسبوع الماضي، عندما قالت بيونغ يانغ ان وزير خارجيتها «مشغول للغاية»، وسيحل محله السفير هو جونج.

وكان مسؤول اميركي بارز قد اعلن ان هناك امكانية لعقد اجتماع مختصر بين مسؤولين اميركيين واخرين من كوريا الشمالية ولكن ليس من المتوقع اجراء محادثات. وتحث كوريا الجنوبية الصين على المساعدة في احياء عملية المصالحة حول شبه الجزيرة الكورية.

وتطاير شرر التوتر بالفعل اثناء الاجتماعات الثنائية بين الصين واليابان بشأن التجارة وكتاب جديد يقول منتقدون انه يقدم تفسيرا زائفا للعدوان الياباني في الحرب العالمية الثانية، واعتزام رئيس الوزراء الياباني جونتشيرو كويزومي زيارة نصب في طوكيو احياء لذكرى قتلى الحرب بمن فيهم من ادينوا في جرائم حرب.

ومن المتوقع ان تواجه وزيرة الخارجية اليابانية ماكيكو تاناكا موقفا مماثلا اثناء اجتماعها مع نظيرها الكوري الجنوبي اليوم، ويتوقع ان تبرز خلافات ايضا عندما يجتمع باول مع نظيريه الصيني والفيتنامي ويطرح معهما قضية حقوق الانسان الشائكة في الدولتين.