بحريني توقف قلبه يومين ثم «عاد إلى الحياة» بلا علاج

رضا البحار يروي لـ«الشرق الأوسط» ماذا رأى وهو في غيبوبة في المستشفى العسكري بالمنامة

TT

نشرت صحيفة «الأيام» خبرا صغيرا في صفحتها الأخيرة أمس عن بحريني «توقف قلبه عن النبض والحركة، حيث ظل يومين فاقد الوعي، الا أنه في تلك الأثناء عادت له الحياة بشكل مفاجئ وبدأ قلبه يدق وينبض، مما جعل الأطباء يعيدون النظر في مسألة موته» حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن الصحيفة الصادرة في المنامة.

واتصلت «الشرق الأوسط» بـ«العائد الى الحياة» كما بدأوا يسمونه في المستشفى العسكري بالعاصمة البحرينية، فقال رضا البحار من جناح خاص وضعوه فيه بمفرده بعناية 5 أطباء وممرضين، انه كان وحده في البيت ليلة 12 الجاري عندما شعر بآلام في الصدر، تلاها ضيق تنفس وتعرّق، فاتصل بقسم الاسعاف، الذي أرسل على الفور سيارة، نقلته الى المستشفى الأقرب الى موقع سكنه، وهو المستشفى العسكري، فأدخلوه غرفة العناية الفائقة، وفيها ظل يومين فاقد الوعي.

الا أن الأطباء رفعوا عنه أجهزة كانوا وضعوها بعد أن رأوا أن قلبه توقف عن النبض تلك الليلة، مما يعني أنه فارق الحياة. وجاءت العائلة وهم زوجته وأولاده الستة وبعض أقاربه والجيران باكية، ومضت الليلة عليهم حزينة على كل صعيد، هرع فيها إخوته والجيران والأقارب والأصدقاء الى بيته يعزونه ويتقبلون العزاء، خصوصا أنه مات في عز الشباب، وبعمر لا يزيد على 49 سنة، تاركا زوجة تصغره بعام ومعها 6 أولاد، لا معين لهم على الأرض من أحد، وهكذا كان.

مر يوم، وتلاه آخر، كان المستشفى يستعد فيه لاعداد تقرير بأسباب الوفاة، تمهيدا لاصدار شهادة، يليها أخذ العائلة جثة المتوفى الى مثواه.

الا أن رضا البحار، الذي يقوم ببعض الأعمال التجارية بالديكور لمن يرغب «عاد من حيث كان» طبقا لما قالته ممرضة لـ«الشرق الأوسط» طلبت عدم ذكر اسمها، محدثة عودته الى الحياة هلعا في المستشفى العسكري بالمنامة، خصوصا حين أسرع أطباء كانوا هناك ليجدوا أن قلبه عاد ينبض ويدق بلا علاج ولا صدمات كهربائية مسبقة.

«لذلك فأنا لا أصدق ما حدث لي» على حد تعبير رضا البحار وهو يتحدث الى «الشرق الأوسط» من المستشفى الذي سيخضعه لعملية على القلب السبت المقبل، باشراف 21 طبيبا يراقبونه الآن، منهم الأطباء البحرينيون: حبيب الطريف وريسن البدران ومحمد أمين وهيثم ابراهيم، بالاضافة الى الاخصائي في أمراض القلب مايكل واردينجر، وهو من جنوب أفريقيا.

وقال رضا غلوم أحمد البحار، الذي عمل سابقا في «طيران الخليج» ومن بعدها في قسم الاتصالات بشركة «بيتلكو» للاتصالات ويعيش في منطقة اسكان عالي، القريبة من مدينة حمد، المجاورة للعاصمة البحرينية، إنه رأى «عندما كنت ميتا ليومين» على حد تعبيره السماء متشحة بلون الغروب وكأنها لوحة لطيف لا أدري ما هو تماما «أذكر أنني شعرت بنوع من الوعي.. وعي عادي تماما، لذاتي وما أنا فيه.. أذكر أنني توجهت بالدعاء وقلت له سبحانه: سامحني يا رب، فقد «مت» من دون أن أذهب الى الحج».

* هذا قبل أن تموت أم وأنت ميت ؟

ـ وأنا ميت على ما أعتقد.

* ألم تر شيئا آخر؟

ـ رأيت السماء، أو شيئا يشبهها من فوقي وكأنه بلون الغروب.

* وغير ذلك؟

ـ لم أر شيئا ولم أع ما كان يدور حولي.

* لماذا لم يسارع أهلك الى دفنك في اليوم التالي على الأقل.

ـ عدت الى الحياة ليلا، وكان عليهم الانتظار الى اليوم التالي للحصول على شهادة الوفاة قبل أخذ الجثة.

* وضعوا جثتك في البراد أم بقيت على السرير؟

ـ أعتقد أنني بقيت على السرير، لأن قلبي عاد للنبض من جديد وأنا فوقه.

* لماذا لم يضعوا جثتك في البراد وتركوك ميتا على السرير ؟

ـ لا أدري تماما، لكنني عرفت من الأطباء في ما بعد أن عائلتي كانت تنتظر الاجراءات، وكان المستشفى ينتظر قرار عائلتي بالموافقة على وضعي في البراد أم أخذ جثتي، في وقت كانوا يبكون فيه بالمستشفى، الى أن جاءني الدكتور محمد واختبر ذاكرتي، ووجدها جيدة.

* ألم يخف الدكتور محمد أمين منك، كعائد من الموت؟

ـ بالعكس، كان مرحا معي، ووجدت نظراته طبيعية نحوي.

* كنت وحيدا في الغرفة عندما «عدت من حيث كنت» أم كان هناك أحد معك؟

ـ أعتقد أنني كنت بمفردي.

* ماذا فعلوا عندما عاد قلبك للنبض ؟

ـ لم يصدقوا.

* أهذه أول مرة «تموت» فيها يا أخ رضا ؟

ـ لا أذكر أن هذا حدث معي قبلها.

* ما تفسر الذي حدث معك ؟

ـ لا أدري، الله وحده سبحانه يعلم.

* متزوج من زمان ؟

ـ من وقت ما كان عمري 15 سنة تقريبا.

* قد يكون السبب هو الزواج المبكر، فما رأيك ؟

ـ يجوز. لكني سعيد بزواجي.