الأخضر الإبراهيمي: الأمم المتحدة بيت زجاجي بلا أسرار وإسرائيل ربما لديها نسخة من الفيديو اللبناني

مساعد الأمين العام: لا وجود لكتلة عربية وحصول مصر على مقعد دائم في مجلس الأمن مستبعد

TT

وصف الامين العام المساعد للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي المنظمة الدولية بأنها بيت من زجاج لا اسرار فيها، مشيراً الى ان شريط الفيديو الذي صورته الامم المتحدة لعملية اسر ثلاثة ضباط اسرائيليين في جنوب لبنان لا يتضمن اي أسرار.

وقال الابراهيمي في محاضرة في مركز زايد للتنسيق والمتابعة بأبو ظبي أمس انه يعتقد ان اسرائيل لديها نسخة من الشريط المذكور وأن مطالبتها الامم المتحدة بنسخة من الشريط هدفه احراج المنظمة الدولية وخلق مشاكل امامها.

واستبعد الابراهيمي فرصة حصول مصر على مقعد دائم في مجلس الامن، مشيراً الى انه لا توجد في المنظمة الدولية مجموعة عربية موحدة، بل مجموعة افريقية واخرى آسيوية.

وقال إن دول العالم الثالث منقسمة وغير متعاونة وتشكو من عدم وجود تمثيل كاف لها في الامم المتحدة.

وقال الابراهيمي إن برنامج اصلاح المنظمة الدولية متعثر بسبب عدم توافق دول العالم الثالث على هذا البرنامج، مؤكداً ان ذلك مريح للدول الدائمة العضوية التي قال إنها تتظاهر بالحماس للاصلاح، لكنها ترمي مسؤولية تعثر هذا الاصلاح على دول العالم الثالث.

وقال ان هناك مسعى لاعادة تشكيل مجلس الامن، مشيراً الى ان عدد اعضاء المجلس الحاليين لا يتناسب مع ارتفاع عدد الدول الاعضاء بالامم المتحدة من 50 دولة عند تأسيسها الى 189 حالياً.

وتناول الابراهيمي ازدواجية المعايير التي تنتهجها المنظمة الدولية فاعترف بتفاوت حجم ومدة التدخل في الازمات العالمية، مشيراً الى ان الامم المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية كثيرة على الدول العربية كالعراق والسودان وليبيا، بينما كان الحماس والاهتمام في التعامل مع قضايا اخرى كالقضية الفلسطينية يقل كثيراً، مما عكس ازدواجية واضحة في عمل المنظمة الدولية.

وعن التهم الموجهة للامم المتحدة بالتجسس، قال الابراهيمي إن ما حدث في العراق مثلاً هو تجسس ليس لصالح الامم المتحدة وإنما لصالح جهات اخرى.

وعن المؤتمر الدولي حول التمييز العنصري الذي سينعقد الشهر المقبل، أكد الابراهيمي ان انهاء التمييز العنصري يعد من أهم المكاسب التاريخية التي تم تحقيقها على مستوى الامم المتحدة، وأشار في هذا الخصوص الى ان هناك خلافات بين بعض الدول التي ترفض ان تخوض في التمييز العنصري كإسرائيل مثلا، الى جانب وجود تخوف من الولايات المتحدة والدول الغربية من ان تطالبها الدول الافريقية بتعويضات بخصوص تجارة الرق، ومن ان يؤدي الاعتراف المعنوي في حالة حصوله الى مطالب مادية.

وعن الاوضاع الحالية في الاراضي الفلسطينية المحتلة قال الابراهيمي ان الشعب الفلسطيني يناضل نضالاً بطولياً يستحق التقدير والاجلال وانه يواجه ظروفاً في منتهى القسوة، بهدم البيوت واقتلاع اشجار الزيتون التي امضى الفلسطينيون سنيناً برعايتها وإنمائها حتى اصبحت تساعدهم في عيشهم، فاقتلعها الاسرائيليون بكل وحشية. وأضاف ان المجتمع الدولي مقصر والدليل على ذلك ما يحدث في الاراضي المحتلة من اهدار لكل الحقوق، بما فيها حقوق الانسان، مشيراً الى ان الوضع السائد هناك لا يختلف عما كان في جنوب افريقيا في حقبة التمييز العنصري.

اما عن المظاهرات التي شهدتها بعض دول العالم احتجاجاً على العولمة، فأشار الابراهيمي الى ان «العالم الثالث معني اكثر من غيره بالعولمة، الا انه غائب عن مثل هذه التجمعات والتظاهرات، فالمتظاهرون جميعم من الغرب، ورأينا كعرب غير مسموع».

وبخصوص انضمام كل من الهند واليابان الى الدول الدائمة بمجلس الامن قال الابراهيمي ان الدولتين اللتين ستصبحان دولتين دائمتي العضوية هما اليابان وألمانيا باعتبارهما من الدول الاقوى اقتصادياً في العالم، اما بالنسبة للهند التي تتمتع بثقل بشري وتقدم تكنولوجي لافت، فلها الحق ان تتطلع الى مقعد دائم بمجلس الامن، مشيراً الى ان هذه المسألة امر يخص المجموعة الآسيوية.

اما بشأن دور الامم المتحدة في تسوية الخلافات الثنائية بين الدول كمشكلة الصحراء الغربية والجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة ابو موسى) قال الابراهيمي إن الامين العام يعرض وساطاته ومساعيه الحميدة، لكنه لا يمكن ان يتدخل في حالة الجزر الاماراتية المحتلة إلا برضا الطرفين.