مقتل 6 من كوادر «فتح» في الفارعة والفلسطينيون يحملون إسرائيل المسؤولية

TT

اتهم الفلسطينيون الجيش الاسرائيلي بقتل 6 من كوادر حركة «فتح» في مخيم الفارعة الواقع شمال شرقي مدينة نابلس الليلة قبل الماضية. وذكرت مصادر فلسطينية ان ثلاثة من الكوادر الستة كانوا ضمن قائمة المطلوبين للجيش الاسرائيلي بدعوى مشاركتهم في عمليات ضد الاهداف الاسرائيلية في الضفة الغربية وداخل الخط الاخضر.

وذكرت المصادر الفلسطينية ان القتلى كانوا في مخزن لبيع قطع الغيار المستخدمة اثناء العملية التي استهدفتهم. واختلفت الروايات الفلسطينية حول ظروف عملية التصفية. فقد اشارت رواية اولية الى ان دبابات اسرائيلية كانت موجودة على تلة في مستوطنة «الون موريه» المجاورة اطلقت قذائف على المخزن الامر الذي ادى الى مقتل الستة واصابة سابع بجراح متوسطة.

الا ان مصادر فلسطينية اخرى اشارت لاحقا الى ان الحادث نتج عن انفجار مواد متفجرة وضعت داخل المخزن. واشارت هذه المصادر الى ان الدليل على ان الانفجار حدث داخل المخزن هو ان السقف تطاير الى اعلى. ونوهت المصادر الى ان طبيعة المواد المتفجرة تختلف عن المواد المتفجرة التي يستخدمها الفلسطينيون عادة في عمليات التفجير.

وضحايا الانفجار هم: عبد الرحمن إشتيوي (30 سنة) وحكمت عبد الكريم حماد (28 سنة) وماهر أحمد جوابرة (32 سنة) ومحمد طايع قاسم بلاطية (20 سنة) وهو صاحب محل بيع قطع الغيار، وأمين محمد حافظ بلاطية (25 سنة) ومنير مصطفى صالح بلاطية (27 سنة) والثلاثة الاوائل عناصر في جهاز الاستخبارات العسكرية في المنطقة ومطلوبون لدى المخابرات الاسرائيلية لدورهم في تنفيذ عملية التفجير التي استهدفت حافلة ركاب قرب متاجر ريسيتال في تل ابيب قبل ستة اشهر والتي اسفرت عن اصابة عشرين اسرائيليا بجروح حسب زعم الاسرائيليين، وتفجير عبوة ناسفة في قرية مسعدة في هضبة الجولان والثلاثة الاواخر هم من عناصر فتح في المنطقة.

وجرح نسيم حلمي اشتية (25 سنة) من بلدة سالم في محافظة نابلس، إثر إصابته بعدة شظايا في رأسه ويده اليمنى، ووصفت مصادر مستشفى جنين الحكومي حالته بالمتوسطة.

واشارت مصادر فلسطينية الى ان الطريقة التي تمت فيها تصفية الستة تمثل اسلوب ما يسمى بـ«التصفية الهادئة» التي تحاول فيها اسرائيل عدم ترك بصماتها فيها.

وقال احمد سعد امين سر حركة فتح في الفارعة ومنطقة «طوباس» الذي كان اول من حضر الى مكان الحادث بعد ان سمع صوت الانفجار انه وجد كتلا من اللحم البشري قد اختلطت بالتراب «وتناثرت اشلاء الشهداء في كل مكان». واكد انه لا يوجد لديه ادنى شك في ان اسرائيل تقف وراء عملية التصفية. وقال ان «عملية القتل الجبانة لن تحول دون مواصلة الشعب الفلسطيني نضاله المشروع ضد المحتل الغاشم».

واعتبرت السلطة الفلسطينية ان تصفية الكوادر الستة تعبر عن نيات حكومة ارييل شارون الحقيقية التي لم تعد تؤمن بالتوصل للسلام. وقال احمد عبد الرحمن امين عام مجلس الوزراء الفلسطيني ان حكومة شارون تهدف من وراء الجريمة الى «كسر القوة الفلسطينية وضرب المقاومة الشعبية لتركيع الشعب الفلسطيني». واكد عبد الرحمن انه لا خيار امام الشعب الفلسطيني سوى مواصلة المقاومة ودفع الثمن المطلوب لذلك.

وخلص المسؤول الفلسطيني الى القول ان حكومة شارون ستعرف لاحقا ان سياسة الاغتيالات والقتل لن تنجح في تركيع الشعب الفلسطيني وستكتشف ان كل وسائلها العسكرية ستتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.

من ناحيتها نفت اسرائيل ان يكون لها علاقة بالانفجار. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر كبير في الجيش الاسرائيلي قوله ان الانفجار قد نجم عن انفجار سيارة مفخخة كانت المجموعة تحاول اعدادها. لكن المصدر اكد في الوقت ذاته ان ثلاثة من القتلى كانوا مطلوبين لسلطات الاحتلال لعضويتهم في منظمة كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح. وشيع الالاف من الفلسطينيين جثامين الكوادر الستة في مدينة طوباس بمشاركة ممثلي التنظيمات الفلسطينية. وفي حين شل الاضراب الشامل محافظة جنين، وزعت حركة «فتح» في نابلس بيانا هددت فيه بان انتقامها «لسقوط الشهداء لن يتأخر سيكون مؤلما جدا». في تطور اخر استأنفت قوات الاحتلال امس قصف الأحياء السكنية الواقعة على رفح الواقعة على الحدود المصرية ـ الفلسطينية. وذكرت مصادر فلسطينية أن دبابات إسرائيلية تتمركز على الشريط الحدودي قصفت حي الشعوت السكني بقذائف ثقيلة وبالأسلحة الرشاشة.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن طفلا يبلغ من العمر 11 سنة، أصيب بجروح متوسطة ناتجة عن شظايا قذائف المدفعية بينما أصيب الفتى أنور أحمد حماد (16 سنة) بعيار ناري في الصدر وحالته خطيرة.

يذكر ان هذه هي المرة الثانية التي تقصف فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي أحياء في مدينة رفح، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث أطلق جنود الاحتلال فجر امس عشرات القذائف الصاروخية وزخات الرصاص الحي من النوع الثقيل صوب المنازل المجاورة لبوابة صلاح الدين جنوب رفح.

من ناحية ثانية ذكر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان مسلحين فلسطينيين اطلقوا اربع قذائف هاون على مستوطنة نيتسر حزاني الواقعة الى الغرب من مدينة خان يونس. وكانت مستوطنة من كفار دروم وسط القطاع قد اصيبت بجراح اثر اصابتها بشظايا قذيف هاون.