البشير: المبادرة المشتركة تعترف بالدستور القائم ولا مانع من مشاركة أي قوة سياسية في الحكومة

TT

قدم الرئيس السوداني عمر البشير تفسيرا لبعض بنود الاسس والمبادئ التي قدمتها مصر وليبيا في اطار المبادرة المشتركة يوم 26 يونيو (حزيران) الماضي وقبلتها كل الاطراف. وقال وهو يخاطب امس مؤتمر القطاع الطلابي للمؤتمر الوطني (التنظيم الحاكم): «لقد قبلنا بالبنود التسعة، والبند الثامن منها يتحدث عن مؤتمر قومي لمراجعة الدستور، وهذا يعني اعترافا بالدستور القائم واي تعديل لهذا الدستور يتم بآلياته، التعديل النهائي لن يكون الا بالمجلس الوطني، دستورنا قابل للتعديل ونحن مستعدون لذلك». وأضاف البشير ان البند الذي يتحدث عن الحكومة الانتقالية يشير الى ان مهامها هي تنفيذ الاتفاق السياسي وهذا يعني ان يكون الاتفاق سابقا لتشكيل الحكومة الانتقالية. واوضح انه «لا مانع من ان تشارك اي قوة سياسية في الحكومة» وقال «كل من يتفق معنا سنفتح له المجال في مجلس الوزراء او اي موقع». واشار البشير الى ان المعارضة «تعتقد اننا وصلنا الى آخر الخط واننا سنتسلم. ووالله لو تعبنا لن نسلمها للقاعدين برة» يقصد المعارضة المتمركزة في القاهرة واسمرة.

وشرح ذلك قائلا ان ظروفنا الآن افضل مليون مرة من السابق ونحن جاهزون اقتصاديا وعسكريا وعندما كانت المؤامرات تحاك ضدنا من كل الجهات لم ننكسر فهل ننكسر الآن؟ ونحن نصنع اسلحتنا وذخائرنا وبترولنا في البحر.

وأكد ان حكومته «تسعى للسلام والوفاق لانهما هدف استراتيجي في برنامجنا وواهم من يظن اننا سنتراجع او نرضخ لتفكيك الانقاذ وعلى اي حال الحكومة جاهزة لخوض الانتخابات لان لدينا الحجج والسند الجماهيري». وقال وهذا ما يطمئننا للذهاب لاي مدى. وبشر البشير الطلاب بانه امر بعدم الحجر على العمل السياسي في الجامعات وقال فتحنا العمل السياسي لممارسة العمل بحرية كاملة بدون حجر او تدخل وما نريده هو ممارسة سياسية راشدة تنبذ العنف لانها ممارسة معزولة. وكانت الاتحادات الطلابية قد ألغيت او تم تجميد الانتخابات فيها خلال السنوات القليلة الماضية لتفشي ظاهرة الصدام بين طلاب التنظيمات المختلفة. وامس فصلت كلية علوم التقانة، وهي احدى الجامعات الخاصة، عددا من الطلاب بحجة اصرارهم على ممارسة العمل السياسي داخل هذه الجامعة ورغم تجميد الاتحادات فان الطلاب يمارسون نشاطا سياسيا عبر تنظيماتهم السياسية. وتعهد الرئيس كذلك بحل كافة مشاكل التعليم العالي لان «الطلاب تحملوا معنا المعاناة خلال الفترة السابقة». ووصف البشير المرحلة الديمقراطية السابقة (1985 ـ 1986) بانها اتسمت بسيطرة الطائفية والجهوية والقبلية وان الانقاذ جاءت لارساء دعائم جديدة تقوم على الشورى وتقديم القوي الامين وقال ان هذا المؤتمر الطلابي دليل على العافية، اردنا ان نقدمه نموذجا للاحزاب الاخرى التي يعين قادتها ولا تعمل عملا سياسيا الا في مواسم الانتخابات. ووعد البشير بان تدخل البلاد مرحلة جديدة «تتطلع فيها الى السلام كهدف اسمى وكبداية حقيقية للاستقرار والحل الناجع لكل مشاكل السودان». وتطرق في حديثه الى المبادرات وقال سعينا نحو السلام وقبلنا المبادرات رغم ان هناك اجندة خفية في بعضها، قبلنا بمبادرة كارتر، والايقاد والمشتركة وسعينا للسلام من دون تفريط في مشروعنا الحضاري وظللنا نحاور من دون ان نتراجع او نستسلم.