الشارع العراقي غير مبال تجاه التهديد بمواجهة جديدة

TT

واصل الشارع العراقي التعبير عن لا اباليته تجاه ما يحدث من تهديدات بتوجيه ضربة عسكرية، حيث يتحدث المواطن العادي، وحتى المثقف والسياسي، عن «الضربة» مثل حديثه عن اي امر يومي، كسعر الباذنجان او التمر. وتتقدم على ذلك الاحاديث عن انقطاعات الكهرباء والطقس الصيفي اللاهب، والضرائب والاجور المرتفعة ايضا، لا سيما عن خدمات الكهرباء والهاتف والشهادات الجامعية! ولاحظ مراسل «الشرق الأوسط»، ان التحسب للضربة المحتملة يجري بعيدا عن الشارع وعن عزوف المواطنين عن خزن اية مادة تموينية، وحتى عن الدولار الذي لم يرتفع سعر صرفه إلا بنسبة ضئيلة، وما زال دون حاجز الالفي دينار للدولار الواحد.

ومن اللافت للنظر، ان اجهزة الاعلام العراقية، التي كرست معظم فقراتها لمناسبة 30 تموز، لم تشر ـ على عكس يوم الاثنين ـ الى احتمالات مواجهة جديدة، بل ركزت في بعض العناوين البارزة على دعوة العراقيين اللاجئين الى الخارج للعودة، والاستفادة من فرصة العفو، كما ركزت على «ادانة العراق للعدوان التركي» في الشمال، في حين ابرزت ندوات تلفزيونية اهمية التعاون العراقي ـ التركي، وتوسع المبادلات التجارية، واشادة وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد بمواقف وسياسة الاتراك، والمصالح التاريخية المشتركة بين البلدين.

وازاء التضارب في الموقف الاعلامي وابتعاد اجهزة الاعلام عن قضية اثيرت بحدة، وتتعلق بهجوم عسكري اميركي، والحديث عن هجوم تركي قبل ثلاثة اسابيع، ثم عن صداقة عراقية ـ تركية، لم يجد المواطن العراقي سوى الترقب، وعدم تكليف نفسه عناء التفكير في امور يفكر فيها غيره.