مقدونيا: نجاة وزير الداخلية من محاولة اغتيال في مكمن للمقاتلين وبوادر تقدم في محادثات السلام

TT

نجا وزير الداخلية المقدوني ليبو بوشكوفسكي من محاولة اغتيال في مكمن نصبه له المقاتلون الألبان عند قرية كاربلاك بالقرب من مدينة تيتوفو اثناء عودته اول من امس الى سكوبيه من جولة تفقدية للقرى التي عاد اليها اللاجئون بعد اتفاق وقف اطلاق النار.

وقد فتح المقاتلون الألبان النار على قافلة الشرطة التي كانت بينها سيارة وزير الداخلية، فردت الشرطة المقدونية وأجبرت المقاتلين على التراجع الى الهضبة القريبة من دون ان يصاب احد من القافلة بأذى، حسبما اعلن التلفزيون المقدوني.

لكن المراقبين يعتقدون ان للحادثة مؤشرا سياسيا، فزيارة الوزير التي تزامنت مع المحادثات بين الحكومة والاحزاب الالبانية مثلت رسالة واضحة بأن السلطات المقدونية تبسط سيطرتها على منطقة تيتوفو، في حين ان رد الألبان يشير الى انهم تفهموا فحوى الرسالة وأرادوا تأكيد رفضهم لدخول قوات مقدونية للمنطقة قبل التوصل لحل سياسي للأزمة.

ولم يتوقف اختراق وقف اطلاق النار عند الحادثة المذكورة، بل ان قتالا عنيفا يجري في شمال غربي مقدونيا بين القوات المقدونية والمقاتلين الألبان ولقيت امرأة مقدونية وابنها حتفهما نتيجة انفجار لغم في تلك المنطقة التي يدور فيها القتال.

وعلى صعيد محادثات السلام، فقد لاحت في الافق امس بوادر تقدم، اذ نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الحزب الالباني للرخاء الديمقراطي قوله «انه تم التغلب امس على عقبة استخدام اللغة الالبانية مما يجعلنا نأمل في ان المحادثات ستكلل بالنجاح».

وكانت المحادثات قد توقفت اول من امس عدة مرات اجرى فيها المندوبان الاميركي جيمس برديو والاوروبي فرانسوا ليوتار محادثات منفردة مع كل من زعماء الألبان والمقدونيين.

وقد عرض المندوبان الدوليان في البداية طرحا جديدا لمشكلة اللغة، إلا ان الطرفين رفضا هذا الطرح وعادت المحادثات الى نقطة البداية من جديد وعاد الألبان الى المطلب الأول بأن تكون اللغة الالبانية لغة رسمية ثانية في سائر انحاء مقدونيا وليس فقط في المناطق التي تقطنها الاغلبية المقدونية كما كان متفقا عليه من قبل مع برديو وليوتار. وقدم الألبان مطلبهم هذا على اساس الصعوبات الادارية التي يمكن للألبان مواجهتها في حال عزلهم في مناطقهم الخاصة مما يسبب لهم الحرمان من الوظائف الحكومية في باقي مناطق مقدونيا خاصة في الوزارات والمؤسسات التشريعية والقضائية وفي المجال الدبلوماسي المقدوني المحصور الآن على المقدونيين فقط.

من جهة اخرى، احتجزت السلطات الألبانية في ميناء دراتش شاحنة مملوءة بالاسلحة وصلت من ميناء باري في ايطاليا ومخصصة لألبان مقدونيا. وقال بيان وزارة الداخلية الألبانية في تيرانيا ان الشحنة الايطالية التي وصلت بحرا الى دراتش كانت محملة بأسلحة فردية وأربعة صواريخ أرض ـ أرض، وكان من المفروض ان تتجه الى مقدونيا عبر طرق خاصة يستخدمها المقاتلون الألبان لنقل الأسلحة. وكانت سكوبيه قد اتهمت تيرانا الاسبوع الماضي بأنها تسهل عملية نقل الأسلحة للمقاتلين الألبان وفرضت حراسة شديدة على المناطق الحدودية.

من جهة اخرى، هدد المقاتلون الالبان باستئناف العمل العسكري في كافة انحاء مقدونيا في حال فشلت المحادثات الحالية. وقال القائد خوجا «ان صبر الالبان بدأ ينفد، وعلى الحكومة المقدونية اختيار نموذج من الاثنية في اوروبا، وهي سويسرا وبلجيكا والبوسنة والهسك، وليس هناك حلا آخر غير ذلك. نحن شعب اوروبي ولا يمكن ان نكون في مستوى ادنى من غيرنا من شعوب القارة»، وتابع «الكروات في البوسنة نسبتهم 17 في المائة ولكنهم يتمتعون بحقوق متساوية مع المسلمين والصرب ونحن لسنا ادنى منهم». وطالب القائد خوجا الشرطة المقدونية بوقف المضايقات التي يتعرض لها المواطنون الالبان، وقال «لقد استهدفنا وزير الداخلية المقدوني ردا على مقتل شاب الباني في تيتوفو من قبل الشرطة لانه رفض اعتقاله والذهاب معهم الى المخفر، كما ان العائدين لقرية اوراتشينوفو من الالبان وعددهم يزيد عن ثلاثة آلاف، يتعرضون للاضطهاد من قبل الشرطة بأوامر من وزير الداخلية المقدوني، وذلك بعد ان تم تهديم بيوتهم وممتلكاتهم بعد سرقتها من قبل الشرطة المقدونية».

من جهة اخرى، قالت المفوضية الاوروبية التابعة للاتحاد الاوروبي امس انها ستقدم معونة انسانية طارئة قيمتها 1.5 مليون يورو (1.31 مليون دولار) لأكثر من 60 ألف لاجئ فروا من مقدونيا الى كوسوفو.