روبنسون تدعو لعدم إثارة قضية الصهيونية خلال مؤتمر مناهضة العنصرية

TT

لندن: «الشرق الأوسط» انطلقت في جنيف امس اعمال الاجتماع التحضيري لمؤتمر مناهضة العنصرية المقرر عقده اواخر اغسطس (اب) المقبل في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا، وسط مخاوف اميركية من مطالبة بعض الدول الغربية وغيرها بتصنيف الصهيونية كمنظمة عنصرية وكذلك مطالبة الدول الافريقية بتعويضات عن فترة الاستعمار.

وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان ماري روبنسون خلال افتتاحها الاجتماع الذي سيستمر حتى العاشر من الشهر القادم «اعتقد انه من المناسب تجنب اثارة المشاكل، ولن نعود الى مواضيع قد عطلت جلسات المؤتمرات السابقة، اي طرف يسعى لاثارتها فانه يعرض مؤتمر دوربان للخطر». واوضحت روبنسون ان البلدان المتقدمة تدرك اليوم عمق الجراح التي خلفتها مرحلة الرق والعبودية، كما تدرك الحاجة لمساعدة الشعوب الفقيرة عبر برامج التنمية.

الا ان روبنسون دعت المشاركين لعدم فتح مسالة الصهيونية وربطها بالعنصرية، وقالت «ليس من المستحسن اعادة فتح مسألة الصهيونية والعنصرية، اذ ستنجم عن ذلك مشاعر عميقة من الاستياء».

وكانت الولايات المتحدة قد هددت بمقاطعة هذا الاجتماع في حال كان مطلوبا منه ان يتحول الى منبر لادانة اسرائيل وطلب تعويضات عن عصور الرق. ووجه الرئيس الاميركي جورج بوش «اشارة» بهذا المعنى الجمعة الماضية، مؤكدا ان المؤتمر ينبغي «ان لا يشبه الصهيونية بالعنصرية» وان «لا يتناول مسائل التعويضات».

واكد فلايشر انه لهذه الاسباب، قرر الرئيس بوش بمشاركة الولايات المتحدة في مؤتمر دوربان، مشيرا الى ان الامر الوحيد الذي يحول دون مشاركة الوفد الاميركي هو احتمال خوض المؤتمر في قضايا «مثل المساواة بين العنصرية والصهيونية، او التعامل مع قضايا مثل التعويضات المتأخرة التي تعمل على تقسيم الدول عوضا عن جمع الناس معا للتصدي للمشاكل التي يواجهها العالم في تعامله مع العنصرية».

ويهدف الاجتماع امس الذي يأتي بعد اجتماعات سابقة عقدت في ستراسبورغ وسانتياغو وداكار وطهران للمجموعات الجغرافية الرئيسية الاربع الى وضع مسودة الاعلان العالمي لمناهضة العنصرية وبرنامج عمل المؤتمر المتوقع ان يشارك فيه اكثر من ثلاثين رئيس دولة وحكومة، اضافة الى مندوبين يزيد عددهم عن 21 الفا من مؤسسات دولية ومنظمات غير حكومية. ومن المقرر ان تبدأ اجتماعات مؤتمر دوربان بين 13 اغسطس (اب) القادم و17 سبتمبر (ايلول) الذي يليه.

وكان الاجتماع التحضيري الأخير الذي عقد ايضا في جنيف قد فشل في التوصل الى اي إجماع حول برنامج العمل، وقدم السفراء العرب خلاله اقتراحات طالبوا فيها بادراج الصهيونية كمنظمة عنصرية، ومناقشة ما ترتكبه اسرائيل من خرق للاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف الموقعة عام 1949 وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة الصادر عام 1975 الذي اعتبر الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية.