العراق ينفي إطلاق صاروخ على طائرة «أواكس» أميركية في الأجواء السعودية

TT

نفى العراق امس ان يكون قد اطلق صاروخا على طائرة انذار مبكر اميركية من طراز «اواكس» كانت تطير في الأجواء السعودية، معتبرا ان هذه المعلومات تندرج في اطار «الافتراءات لتسويغ عدوان جديد» عليه.

وكانت شبكة «سي. بي. اس» التلفزيونية الاميركية قد ذكرت الاثنين الماضي ان طاقم الطائرة أفاد بأنه رصد اطلاق صاروخ عراقي لم يبلغ هدفه. واضافت ان وزارة الدفاع الاميركية تعد لهجوم كبير يستهدف شبكة الدفاع الجوي العراقية، ردا على ما وصفته بتزايد «عدوانية» الرئيس العراقي صدام حسين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني سالم الكبيسي وصفه لهذه المعلومات بـ«الافتراءات التي تهدف الى تسويغ العدوان الجديد على العراق». واضاف «سبق ان قالوا ان العراق وجه احد صواريخه نحو طائرة اميركية داخل الاجواء الكويتية». واعتبر ان «سلسلة الاتهامات ستتواصل ضمن الآلة الدعائية الاميركية»، مؤكدا ان العراق «قادر على احتواء اي عدوان عسكري وتحقيق النصر على الاعداء وعازم على افشال كل مخططاتهم العدوانية».

وشدد متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية اول من امس على ان بغداد اصبحت اكثر عدوانية هذا العام بمحاولاتها الحثيثة لاسقاط إحدى الطائرات الاميركية والبريطانية التي تجوب منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه.

وقال الاميرال كريج كويجلي في بيان صحافي «اظهرت (بغداد) طوال العام الحالي موقفا اكثر عدوانية بصورة ملحوظة بمحاولتها اسقاط طائرة تابعة للتحالف». والاسبوع الماضي، اعلنت الولايات المتحدة ان العراق كاد يصيب طائرة تجسس اميركية من طراز «يو ـ 2» كانت تحلق فوق منطقة الحظر الجوي في جنوب العراق ونفت بغداد ذلك قائلة ان مسؤولي واشنطن يريدون ذريعة لشن هجوم عسكري على العراق. وقال كويجلي ان حجم اطلاق النيران العراقية على طائرات الدوريات الغربية تزايد خلال هذا العام عن العام السابق. وقال: «واضح جدا انه (الرئيس العراقي صدام حسين) عازم ومصمم على محاولة اسقاط طائرة للتحالف».

واضاف كويجلي ان القوات العراقية قامت بـ 370 «عملا استفزازيا» حتى الآن هذا العام مقارنة مع 221 العام الماضي. وقال ان الاستفزازات في شمال العراق بلغ عددها 62 حتى الان هذا العام مقارنة مع 145 العام الماضي.

وقال كويجلي ان سياسة الرد الاميركي لم تتغير وهي «الاحتفاظ بحق ضرب الاهداف التي تمثل خطرا على أطقمنا الجوية في الزمان والمكان والطريقة التي نختارها».

وانتقد ناجي صبري الحديثي وزير الدولة العراقي للشؤون الخارجية في مقابلة مع قناة العراق الفضائية، الليلة قبل الماضية، جملة التصريحات الاميركية هذه وقال انها تعبر عن «الموقف غير المسؤول والطائش» لأميركا وعن «عزلتها وافلاسها». وكان الحديثي يرد خصوصا على تصريحات لكوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي قالت فيها ان الرئيس العراقي صدام حسين اصبح «داخل شاشات الرادار» الاميركية وان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ستستخدم القوة العسكرية ضد حكومته بشكل «اكثر دقة» مما حدث في الماضي.

وفي وقت لاحق امس قال الرئيس العراقي صدام حسين ان الولايات المتحدة وبريطانيا ستتعرضان الى المزيد من الخسائر لان استمرارهما «في عداء العراق يدفع بالعراقيين الى الابداع في اساليب التصدي لهما». واضاف خلال لقائه بمسؤولين عسكريين «لقد خسر عدوكم وسيخسر المزيد لان عرض ارقى التكنولوجيا التي لديه في الميدان يجعلكم تطبقون عليها اولا (...) ويحثكم على الدفاع عن انفسكم تجاه اعلى ما لديه».