مبارك عقب مباحثاته مع عرفات: محاولات إسرائيل ضرب قيادات فلسطينية ستخلق دائرة انتقام

TT

القاهرة: أحمد شاهين في أول ظهور له عقب عودته من زيارة خاصة الى المانيا، حذر الرئيس المصري حسني مبارك من مخاطر ممارسات اسرائيل وضرب القيادات الفلسطينية، كما حذر من تدهور الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط.

وقال الرئيس مبارك في تصريحات أدلى بها أمس عقب مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات انه لا بد من أن تسعى الولايات المتحدة والرأي العام الأوروبي من أجل التوصل الى حل، محذراً من أن التأخير في البحث عن حل من شأنه أن يزيد الأمر ضراوة وتعقيداً.

ورداً على سؤال حول ما اذا كانت هناك قمة عربية وشكلها في حالة انعقادها، قال الرئيس مبارك ليس من المعقول كلما ما يحدث شيء نقول قمة. وتساءل: ماذا ستفعل القمة الآن؟ وأضاف لقد كانت هناك قمة مجموعة الثماني واتخذت قرارات ويجب الآن السعي لتنفيذ هذه القرارات وليست المسألة عقد قمم مصغرة أو مكبرة وقال ان الاتصالات يمكن ان تحل، لكن التجمع لا بد أن يكون هناك شيء قوي له، وهذا الاجراء موضع حديث حالياً. وأضاف ان الاتصالات يمكن ان تحقق نتيجة سواء مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي أو الاتصالات مع الولايات المتحدة والتجمع الأوروبي، واعتقد ان هذه الاتصالات على ضوء الوضع الحالي ستكون لها نتائج.

ورداً على سؤال حول الرسالة التي يوجهها الرئيس مبارك الى الولايات المتحدة لكي تؤدي دورها كشريك في عملية السلام، قال «ان كلامي يعد رسالة واضحة للولايات المتحدة والتجمع الأوروبي والضمير العالمي، وانه لا بد من التدخل بشدة خشية تعقد الموقف أكثر لان بغير ذلك لن تهدأ الأمور وان الموقف سيزداد خطورة بمرور الوقت الشهر الحالي أو القادم أو حتى السنة القادمة الى ان يأتي الوقت الذي تصعب فيه السيطرة على الوضع تماماً، وأضاف ان محاولات اسرائيل ضرب قيادات فلسطينية ستخلق دائرة انتقام، وان الذي سيدفع الثمن في النهاية هو الشعوب سواء كانت الشعب الفلسطيني أو الشعب الاسرائيلي.

وقال الرئيس حسني مبارك في تصريحاته بمطار برج العرب ان محاولات اسرائيل ضرب بعض القيادات الفلسطينية لن تؤدي الى تهدئة الوضع، كما ان ذلك سوف يخلق وجود قيادات أخرى، خط ثان وخط ثالث وسيكون الأمر أكثر شراسة وستتصاعد العملية، بشكل تصعب السيطرة عليه، مؤكداً ضرورة ان يكون هناك مراقبون. وأضاف انه اذا كانت اسرائيل لن توافق على ذلك فان على الولايات المتحدة وأوروبا أن تسعيان لإيجاد حل وان التأخير في ذلك سيؤدي الى تدهور الوضع ولن تنتهي هذه العملية وقال ان ضرب القيادات سيخلق دائرة من الانتقام يدفع ثمنها الشعبان، مشيراً الى ان كلا الشعبان يرغبان في العيش، وان على القيادات مراعاة ان تكون التصرفات منطقية وتسير في اتجاه الحل.

وقال مبارك ان موضوع وضع حجر أساس للهيكل يأتي للأسف في وقت يشتعل فيه الوضع وتتهدم فيه منازل الفلسطينيين ويتعرض الفلسطينيون للقتل كما لو اننا نضع البنزين على النار. وتساءل قائلا: لمصلحة من يتم ذلك، مؤكداً انه لن يكون في مصلحة السلام أبداً ولا في مصلحة الشعوب. وقال ان هذا التصرف خاطئ وقد يلهب الموقف ويهيج الرأي العام سواء في العالم العربي أو العالم الخارجي، فلا بد ان يكون هناك تصرف حكيم كما يتعين على الولايات المتحدة أن تقوم بدورها الأساسي. وأضاف قائلا: اننا نساعد ولكننا نحتاج الى الدور الاميركي وان تتكلم الولايات المتحدة مع الاطراف للبحث عن حل. محذراً من انه ما لم يتم ذلك فان الوضع سيدخل في دائرة مفرغة.

وقد غادر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والوفد المرافق له مصر بعد مباحثاته مع الرئيس حسني مبارك متوجهاً الى العاصمة الايطالية روما.

وكان الرئيس عرفات قد وصل الى القاهرة اول من أمس قادماً من عمان في زيارة لمصر في اطار جولة في عدد من الدول العربية للدعوة الى عقد قمة عربية.

ومن جانبه صرح الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري بأن الرئيس مبارك استمع من الرئيس عرفات لتحليله للوضع، وبحث الرئيسان معاً البدائل المختلفة لتحرك عربي يقصد به وقف هذا التدهور في الموقف وتصدي المجتمع الدولي للسياسات الخطرة التي تتبعها اسرائيل وتهدد ليس فقط بوقف واجهاض عملية السلام وانما تجر المنطقة الى نتائج وخيمة.

واضاف الباز ان البحث سيستمر بين القيادتين الفلسطينية والمصرية والقادة العرب، مؤكداً ان الرئيس مبارك مصمم على كسر حلقة العنف والتهديد المستمر من جانب اسرائيل لان التدهور في الموقف على هذا النحو ينذر بعواقب وخيمة ليس فقط في المنطقة ولكن في دول أخرى عديدة لها مصلحة في ان يسود السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.

ورداً على سؤال حول الموقف إزاء ما ينادي به الرئيس عرفات حول عقد قمة عربية، قال المستشار السياسي للرئيس مبارك الدكتور اسامة الباز ان هناك استعداد طيب لتقبل هذا الاقتراح إلا انه يتعين في حالة انعقاد هذا المؤتمر ان يدرك الجانب الفلسطيني ويدرس ما الذي يريد ان يخرج به من هذا المؤتمر سواء كان قمة مصغرة أو موسعة.

وأوضح الباز ان عقد القمة ليس مجرد اجراء احتجاجي لانه عندما يجتمع القادة العرب على هذا المستوى الرفيع فان التوقعات والمسؤوليات تكون كبيرة، وهم يحاطون علماً بما يجري ويعلمون جيداً نوايا اسرائيل وما تخطط له وما يمكن ان يحدث نتيجة لذلك، ونحن في اتصال مستمر بالاطراف المعنية على كافة المستويات. واعتقد ان هذا سوف يسهم في التحرك الدولي حتى يستوعب المجتمع الدولي حقيقة ان اسرائيل بممارستها هي التي تمنع أي تهدئة حقيقية للموقف، وان الفلسطينيين يركزون على ضرورة الالتزام الصارم بتنفيذ توصيات ميتشل وان يكون هناك موقف حازم حول تحديد من الذين يخرجون عن هذه التوصيات وألا يترك الأمر للطرف الاسرائيلي.

وكان عرفات قد عقد مؤتمرا صحافيا مساء اول أمس الأول بمقر الجامعة العربية عقب مباحثات أجراها مع أمينها العام عمرو موسى.

وردا على سؤال حول تحركاته لعقد قمة عربية ومدى ما لمسه من تجاوب قال عرفات انني لم أطلب عقد هذه القمة، ولكنني أتباحث وأتشاور مع القادة والاشقاء العرب لتحديد ما يمكن ان نفعله سواء على المستوى الأوروبي أو اجتماع لجنة المتابعة أو اللجوء الى مجلس الأمن أو عدم الانحياز أو الاجتماع الهام لمؤتمر مكافحة العنصرية في دربن بجنوب افريقيا.

وعما اذا كان التحرك العربي يتناسب مع جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، قال عرفات اسأل في ذلك اخواننا العرب.

ومن جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى هناك مشاورات تتم الآن لتحديد الخطوة العربية التي يتعين اتخاذها لمواجهة هذه الممارسات العدوانية من جانب اسرائيل والوضع الخطير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.