«المهاجرون» الأصولية في لندن تهاجم طالبان وتعلن أن الملا عمر ليس «أميرا للمؤمنين»

بكري: جزاء النصيحة حبس 3 من أعضاء «المهاجرون» في قندهار

TT

هاجمت جماعة اصولية في لندن حركة طالبان الافغانية. وقالت جماعة «المهاجرون» في رسالة موجهة الى حاكم طالبان الملا عمر، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها امس، ان دار الاسلام من المفترض ان تعلوها احكام الاسلام في علاقاتها الداخلية والخارجية، ولكن الطالبانيين لا يطبقون ذلك حرفيا ويتحالفون مع انظمة غير اسلامية، ويستجدون تحسين علاقاتهم بالغرب، وخصوصا الولايات المتحدة. واعتبر عمر بكري زعيم الحركة الاصولية ان الملا عمر هو امير طالبان وليس «امير المؤمنين» كما يحب ان يلقبه اتباعه. وقال بكري انه لا يستحق لقب «امير المؤمنين» لانه لا يطبق قواعد الشريعة الاسلامية جملة وتفصيلا، ولم يبايعه افراد الامة الاسلامية على الامارة. واضاف بكري في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» انه ارسل رسالة مطولة الى الملا عمر مع ثلاثة من اتباعه، هم مفتي قطب الدين مسؤول «المهاجرون» في لاهور، وعبد الرحمن سليم وزرار محمد وهما من باكستان، لاقناع الملا عمر بفتح مكتب للحركة الاصولية في قندهار، ولكن الاخير رفض هذا العرض. وذكر بكري لقد كنا على استعداد لمبايعة الملا عمر اذا قبل امر «اقامة الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة لتطبيق احكام الشرع الاسلامي، وهو الفرض الذي تقام به الفروض وهو تاج الفرائض لأنه يتعلق بسيادة الشريعة وبوحدة الأمة والمحافظة على كيانها. هذه الأمة التي تآمر عليها أعداء الله من الداخل والخارج فكادوا لها كيداً ـ ولا زالت ـ منذ سقوط الخلافة العثمانية في الثالث من شهر مارس (اذار) 1924 على يد مصطفى أتاتورك».

واضاف بكري «لما كان الدين هو النصيحة، والمسلم مرآة أخيه ينصره ولا يخذله، كان من الواجب على المسلمين عامة والعلماء خاصة تقديم العون والنصحية لإخوانهم في أفغانستان، الذين بذلوا الغالي والنفيس في قتالهم ضد الغزو السوفياتي، وقضوا على الكفر والفساد، واعادوا الامن والاستقرار الى داخل أفغانستان، ولكن جزاء النصيحة، كان احتجاز اعضاء جماعة «المهاجرون» الثلاثة في المحبس العمومي او السجن المركزي لقندهار عاصمة امير طالبان لمدة يومين، بعد ان استضافوهم في مضيفة الملا عمر لمدة ثلاثة ايام بحث فيها قادة طالبان ما جاء في الرسالة الشرعية التي ارسلتها مع المندوبين الثلاثة». واوضح بكري لقد بينا للملا عمر انه لا يجوز قتال زعيم المعارضة الشمالية، لان قتاله غير مبرر من وجهة النظر الشرعية، بالاضافة الى ان قتاله سيجلب على افغانستان مزيدا من الويلات والخراب والدمار بعد اكثر من 20 عاما من الحرب المتواصلة. وعاتب زعيم «المهاجرون» الملا عمر على عدم الشفافية والصراحة بخصوص الموقف من الدول المعتدية على المسلمين كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، واستجداء المنظمات التي وصفها بـ«الطاغوتية» مثل الأمم المتحدة والهيئات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من المنظمات التي تقوم على أساس أن الحاكمية للإنسان، وليس لله، وهو الأساس التي قامت عليه كل قوانينها وقراراتها وشروط عضويتها، مما يتناقض صراحة مع الشريعة الاسلامية. وقال بكري: كما تعلمون «أن الاسلام يوجب علينا أن نطبق الشريعة في علاقاتنا الداخلية والخارجية فلا يجوز لمسلم أن يلتزم بالشريعة ويستر عورته داخل داره ثم يكشفها خارج داره».