150 ألفا يشاركون في تشييع ضحايا مذبحة نابلس و«حماس» تدعو السلطة إلى التصدي ببنادقها لإسرائيل

متظاهرون فلسطينيون يحاولون اقتحام السجون في نابلس وبيت لحم والخليل لأخذ «العملاء» المعتقلين

TT

وسط دعوات من حركة «حماس» الى نقلة نوعية في اساليب الرد على الجرائم الاسرائيلية وفي اضخم مظاهرة سياسية تشهدها الاراضي الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة، شارك اكثر من مائة وخمسين الف فلسطيني، يتقدمهم قادة ورموز القوى والاطر الرسمية والشعبية الفلسطينية، اضافة الى ثلة من افراد قوات الامن الفلسطينية وعشرات المسلحين من مختلف المجموعات الفلسطينية، بينهم عدد من مسلحي كتائب الشهيد عز الدين القسام، في تشييع ضحايا مجزرة نابلس الثمانية وهم قائدا «حماس» جمال منصور وجمال سليم وحارساهما اضافة الى صحافيين وطفلين.

وردد المشيعون شعارات «الانتقام الانتقام» و«الموت لاسرائيل» ودعوا الى الجهاد ضد اسرائيل بينما اطلق المسلحون اعيرة نارية في الهواء.

وانطلقت الجنازة وسط هتافات من مستشفى رفيديا غرب مدينة نابلس. وحمل عشرات المقنعين بالزي الاخضر النعوش الثمانية الملفوفة بقماش اخضر على اكتافهم. وأم الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين صلاة الجنازة على الجثامين، وتوعد في كلمته «بالانتقام لشهداء مجزرة نابلس الرهيبة عاجلاً أم آجلا».

وما ان فرغ الشيخ البيتاوي من كلمته حتى اصيب بوعكة نقل على اثرها بسيارة اسعاف الى احد المراكز الطبية في المدينة. ودعا الشيخ احمد الحاج علي من قادة الحركة الاسلامية في شمال الضفة الغربية الى اعدام العملاء وكل من تورط في اغتيال قادة «حماس».

وطالب تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في كلمة اللجنة بـ«الضرب بيد من فولاذ على ايدي المحتلين واعتبر ان ما جرى اول من امس جريمة جديدة تضاف الى مسلسل الجرائم التي اقترفتها حكومة ارييل شارون ووزير دفاعه ووزير أركانه»، مشددا على ان الجريمة لا يمكن ان تكون لو لم تحصل حكومة شارون على الضوء الاخضر من الادارة الاميركية.

الى ذلك خرج الآلاف من الغاضبين الفلسطينيين في اكثر من مدينة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة في مظاهرات احتجاجية على العملاء والمتعاونين مع قوات الاحتلال واجهزة مخابراته المتورطين في عمليات اغتيال كوادر الفصائل الفلسطينية المختلفة. وهاجم المتظاهرون سجون السلطة في نابلس وبيت لحم والخليل، مطالبين بتسليم العملاء والمتعاونين المعتقلين اليهم.

لكن تدخل بعض الفصائل الاسلامية وحركة فتح اقنع المتظاهرين بالتراجع.

وفي هذا السياق وفي محاولة لتهدئة المشاعر المتأججة بعد العملية الاجرامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس وهي الأفظع والأبشع منذ بدء الانتفاضة، وعد العميد توفيق الطيراوي الشعب الفلسطيني في مقابلة بثها «صوت فلسطين» بملاحقة العملاء والمتعاونين وتجار الاراضي وسماسرتها، والقضاء عليهم.

ودعت «حركة حماس» في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه السلطة الفلسطينية الى المشاركة بعشرات الآلاف من بنادقها في التصدي للمجازر الاسرائيلية.

ودعا البيان الى مواجهة مفتوحة على مصراعيها في كل مكان في فلسطين وبكل الوسائل، واستنفار كل الطاقة الفلسطينية المقاتلة: الفصائل ـ الشرطة ـ وكل حملة السلاح في السلطة. وقال البيان «لا يجوز شرعاً ولا وطنية ان تبقى بنادق عشرات الآلاف داخل السلطة ملجمة في ظل هذه المجازر الصهيونية، الجميع مستهدف، فليشارك الجميع في القتال والدفاع». كما دعا الى وضع خطة جادة من قبل الجميع وبالتعاون المشترك للقضاء على خطر العملاء الذين هم عيون العدو وأدواته القذرة».

وطالب بيان «حماس» باسكات كل الأصوات التي تروج للاتصالات مع اسرائيل ووقف اطلاق النار والتعاطي مع المشاريع الاميركية والغربية للتهدئة ووقف الانتفاضة.

وقال البيان ان «الجهاد ضد الصهاينة اليهود في هذه المرحلة فرض عين، ليس على الشعب الفلسطيني وحده، بل على كل عربي ومسلم يعنيه الأقصى القبلة الاولى، وتعنيه القدس وفلسطين، ويعنيه اخوه الفلسطيني الذي يُذبح كل يوم ويقاتل وحده بسلاح متواضع ضد عدو متسلح بترسانة عسكرية ضخمة ومدعوم من كل يهود العام». ورفضت اي حجج قائلة «لا مجال للقول اليوم ان العرب والمسلمين غير قادرين على أداء فريضة الجهاد. بل كل عربي مسلم قادر على أداء فريضة الجهاد ضد اليهود الصهاينة حين يصدق وينوي بجدية اداء هذه الفريضة».