«حزب الله» يعزز رقابة القياديين على أجهزته ومؤتمره العام يلغي الوحدة الإعلامية المركزية

نصر الله أصبح الموجه المباشر لتلفزيون «المنار»

TT

بدا واضحاً من المعلومات التي تسربت حتى الآن عن نتائج المؤتمر العام لـ «حزب الله» الذي انعقد سرياً في الضاحية الجنوبية لبيروت وانهى اعماله منذ ايام، ان الاتجاه الغالب كان لتعزيز اللامركزية في بعض المواقع الحزبية مقابل تعزيز رقابة اعلى الهرم القيادي في الحزب على مواقع اخرى ابرزها حقل الاعلام.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر حزبية موثوقة ان المؤتمر العام الغى مهام الوحدة الاعلامية المركزية التي كانت تضم في وقت سابق كل اجهزة الحزب الاعلامية وهي تلفزيون «المنار» واذاعة «النور» وجريدة «العهد» ومكتب الاعلام.

وبالغاء الوحدة الاعلامية التي يرأسها موفق الجمَّال تحولت صلاحيات اعلام المناطق الى قيادات هذه المناطق، فيما انيطت مهام العلاقات الاعلامية بمسؤول من اعضاء المجلس السياسي للحزب لم تتم تسميته بعد. ويرجح ان يتم ايضاً وقف صدور جريدة «العهد» التي اصبحت تعرف باسم «الانتقاد» بعد نيلها الترخيص الرسمي، مع انها توزع نحو 15 الف عدد اسبوعياً، مقابل تعزيز الاعلام المرئي للحزب المتمثل بتلفزيون «المنار» الذي يرأس مجلس ادارته نايف كريم المسؤول السابق للاعلام المركزي، وقد انشأ المؤتمر لجنة للرقابة والتوجيه تهتم باعطاء التوجه العام للتلفزيون الذي تعززت قدراته اخيراً عبر بثه فضائياً وارضياً وبات من اقوى اسلحة الحزب الاعلامية واكثرها فعالية وتأثيراً. وهو يركز حالياً على الداخل الفلسطيني حيث بات «حزب الله» احد اللاعبين. وعلمت «الشرق الأوسط» ان لجنة المراقبة والتوجيه هي برئاسة نصر الله ما يدل على الاهمية التي يوليها الحزب لاعلامه المرئي، خصوصاً ان «المنار» موضوع يطرحه كل زائر اجنبي لقيادة «حزب الله».

وكان «المنار» واذاعة «النور» استقلا في المؤتمر الماضي منذ نحو 3 سنوات عن الاعلام المركزي. وينضوي التلفزيون والاذاعة في اطار المجموعة اللبنانية للاعلام التي يحتفظ مجلس ادارتها باستقلالية ادارية ويسعى منذ فترة لترسيخ العمل المؤسساتي فيه.

وفي معلومات «الشرق الأوسط» ايضاً ان المؤتمر الغى شعبة التخطيط التي كان يرأسها حسين الموسوي الذي كان ادلى اخيراً بتصريحات نارية رافضة لقرار الحكومة اتلاف الحشيشة التي زرعها بعض اهالي البقاع، استدعت من قيادة الحزب اصدار بيان يؤكد ان كلامه «شخصي ولا يمثل الحزب».

وكان المؤتمر، الذي انعقد سراً في اكثر من مكان طوال يوليو (تموز) الماضي، انجز «حجر الاساس» عبر انتخابه اعضاء مجلس الشورى، لكن المرحلة الثانية الاكثر صعوبة ستكون عبر التعيينات في المجالس التابعة لمجلس الشورى كالمجلس السياسي والمجلس التنفيذي والمجلس القضائي، وذلك بعد حسم مسألة عدم التغيير في توزيع المهام داخل مجلس الشورى وابرزه بقاء نصر الله في موقع الامين العام للمرة الرابعة، والتي يتوقع ان تستمر حتى اواخر الشهر الجاري.

ويذكر ان مجلس الشورى ـ وهو اعلى هيئات الحزب ـ لم يشهد تغييرات جذرية. وهي انحصرت في مركزين. الاول هو دخول رئىس المجلس السياسي للحزب النائب السابق الشيخ ابراهيم امين السيد مكان رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد الذي امتنع عن الترشح لعضوية المجلس بعد التبادل الذي حصل بين رعد والسيد اثر امتناع الاخير عن الترشح في الانتخابات النيابية التي اجريت صيف العام الماضي. اما التغيير الثاني فكان دخول جواد نور الدين مكان محسن شكر. والغى المؤتمر ايضاً مجلس المهجرين وحوّل صلاحياته الى مسؤولي المناطق، بعد انتفاء الحاجة اليه اثر تحرير الجنوب وانجاز عودة المهجرين الى قراهم الى حد كبير.

وقدم نصر الله الى المؤتمر وثيقة حملت عناوين اقليمية ومحلية واخرى تتعلق بالمقاومة لم تحمل تغييرات اساسية باستثناء التركيز على الموضوع الداخلي وضرورة ايلاء الاهتمام اللازم لقضايا الناس خصوصاً في الجانب المطلبي والمعيشي والانمائي. وعلمت «الشرق الاوسط» في هذا الاطار ان الوثيقة هي نفسها تقريباً المراجعة التي قدمها الامين العام في المؤتمر الصحافي الذي عقده اخيراً وتطرق فيه الى القضايا المحلية وابرزها العلاقة مع الحكومة ورئيسها رفيق الحريري التي شهدت اهتزازاً خلال انعقاد مجلس النواب لدرس الموازنة العامة الدولة.