قاض إسباني ينظر شكوى قدمتها جمعية الناجين من سجون البوليساريو

TT

أبدى القاضي الاسباني بالتزار كارزون، الذي كان وراء اعتقال دكتاتور تشيلي السابق أوغستو بينوشيه في لندن عام 1998، اهتمامه بملف انتهاكات حقوق الانسان الذي قدمته له «جمعية الناجين من سجون البوليساريو». ووعد كارزون، الذي اشتهر أيضا بمتابعاته القضائية للمسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في الأرجنتين وقضايا مكافحة الارهاب، بأنه سيدرس الملف بعناية قصد بدء الاجراءات القضائية لمحاكمة قياديي البوليساريو الموجودين في اسبانيا.

وأكدت جمعية الناجين من سجون البوليساريو، وهي جمعية حقوقية مستقلة مقرها هولندا، أن ممثليها باسناد من مكتب محاماة هولندي ومكتب خبرة قضائية بلجيكي تمكنوا بعد سلسلة من المباحثات من اقناع كارزون بنظر الملف الذي استغرق اعداده زهاء خمسة أعوام ويتضمن نحو 100حالة وفاة في معتقلات «البوليساريو». وقالت ان من بين النقاط التي سهلت اقناع القاضي الاسباني وجود مواطنين اسبانيين كانوا قد التحقوا بالبوليساريو كمتطوعين بعد رحيل الجيش الاسباني من الصحراء أواسط السبعينيات ضمن لائحة الوفيات داخل المعتقلات.

يذكر ان «جمعية الناجين من سجون البوليساريو» تأسست عام 1995 خلال لقاء جمع في مدريد عدة هيئات وشخصيات حقوقية صحراوية. ومن أبرز مؤسسي الجمعية رئيسها الحالي أحمد العروسي، الذي كان قد خرج من سجون البوليساريو عام 1977 وطلب اللجوء السياسي في هولندا، حيث رفع أول تقرير حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل البوليساريو الى منظمة العفو الدولية. كما ساهم في تأسيس الجمعية أعضاء مؤسسون لـ«اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان» التي كانت قد تأسست في تندوف خلال أبريل (نيسان) 1993 وتم الاعلان عنها في نواكشوط في يوليو (تموز) من نفس السنة، بالاضافة الى مجموعة من النشطاء الصحراويين في ألمانيا وبلجيكا واسبانيا وبلدان أخرى. ومن بين المبادئ الأساسية للجمعية الاستقلالية والتزام الحياد بالنسبة لأطراف النزاع في قضية الصحراء، وحددت كهدف مركزي لها العمل على مقاضاة قادة الوليساريو بسبب انتهاكات حقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية التي اقترفوها.