لحود يحذرفي ذكرى تأسيس الجيش اللبناني من مسعى إسرائيل لفرض «أمنها» بالقوة

TT

دعا الرئيس اللبناني العماد اميل لحود الى «تعزيز مناخ الوحدة الوطنية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية» مشدداً على ضرورة اعتماد «سياسة مضادة تقوم على توفير مستلزمات الصمود وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة محاولة اسرائيل فرض الامن المستند الى القوة». واكد مجدداً على ضرورة تطبيق خطاب القسم الذي ادلى به عقب انتخابه رئيساً للبلاد في العام 1998.

وكان لحود يتحدث في احتفال اقامه الجيش اللبناني امس لمناسبة الذكرى الـ 56 لتأسيسه. وتخلله تخريج دفعة من الضباط حملت اسم «دورة تحرير الجنوب» بعد انقطاع عن هذا التقليد استمر قرابة خمس سنوات وكان لحود حينها قائداً للجيش.

وحضر الاحتفال رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري ووزراء ونواب وقادة الاجهزة الامنية ووفد عسكري سوري برئاسة رئيس الاركان اللواء الركن جهاد سليطن.

وبعد عرض رمزي للوحدات المشاركة في احتفال التخريج، القى لحود كلمة اشار فيها الى ان «اسرائيل لا تزال تحتل جزءاً من ارضكم في مزارع شبعا، ولا تزال تأسر في سجونها مواطنين خطفوا من ديارهم، ولا تزال تتجاهل حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجرتهم من وطنهم، ولا تزال ايضاً ترفض تسليم خرائط الالغام التي زرعتها في الجنوب مسببة يومياً الضحايا تلو الضحايا. وتخرق يومياً حدودنا الجوية، وترفض تنفيذ قرارات الامم المتحدة بالانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة في فلسطين والجولان».

وقال: «نحن من دعاة السلام العادل والشامل القائم على تنفيذ القرارات الدولية وعلى مبدأ الارض مقابل السلام وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم، لكن اسرائيل لا ترغب في السلام القائم على العدل بل تريد الامن المستند الى القوة، الامن لنفسها فقط. وهي تريد ان تفرضه على لبنان وسورية وفلسطين وعلى حساب حقوقنا المشروعة». واضاف: «ان هذا الواقع الذي تحاول اسرائيل فرضه على المنطقة واستدراجها الى حافة المواجهة الشاملة، ان هذا الواقع يحتم علينا، حكومة وشعباً، جيشاً ومقاومة، اعتماد سياسة مضادة تقوم على توفير مستلزمات الصمود وعلى تعزيز مناخ الوحدة الوطنية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية وغيرها».

وشدد الرئيس اللبناني على ان: «هذا الواقع يفرض علينا التأكيد على ضرورة تطبيق خطاب القسم بما في ذلك حسن ادارة وتوظيف وتنمية مختلف الوسائل المتوافرة بين ايدينا مهما كانت ضآلتها، والاقتصاد فيها ووقف الهدر في استعمالها، وتغليب مناخ المصلحة العامة على المصالح الفردية».

وتوجه لحود الى الضباط المتخرجين، قائلاً: «لقد اثبت وطنكم لبنان، بمقاومة وصمود شعبه، وببسالة جيشه، وبتحالفه الوثيق مع الشقيقة سورية، وبدعم اشقائه العرب واصدقائه، انه قادر على تحرير ارضه والانتصار في معركة غير متكافئة، في غياب التوازن العسكري مع العدو، ذلك انه أجاد استخدام قوة الضعف عنده في مواجهة ضعف القوة عند عدوه». واضاف: «ان منطق اليأس والتذمر والاحباط لا يبني وطناً. وحدها الاوطان التي تعرف كيف تصنع من الضعف قوة، عند الشدائد، تكتب لها الحياة».