الناصريون المصريون يعيدون تشكيل حزبهم في ديسمبر ومنصب الأمين العام يشعل المنافسة

TT

دبت الحياة من جديد في أوصال الحزب الناصري بمصر، وبدأت مستويات الحزب المختلفة بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، في مواصلة عقد اجتماعاتها تمهيداً لانتخابات الحزب التي ستبدأ في اكتوبر (تشرين الأول) القادم وتنتهي في أواخر ديسمبر (كانون الأول) بعقد المؤتمر العام للحزب، وهي الانتخابات الثالثة التي يشهدها الحزب الناصري منذ تأسيسه في ابريل (نيسان) 1992.

وكان المكتب السياسي ـ أعلى هيئة تنظيمية للحزب ـ قد عقد اجتماعاً مساء أول من أمس بمقر الحزب المركزي بالقاهرة حضره ستة أعضاء فقط من أصل عشرين عضواً، وقرر تكليف مستويات الحزب القاعدية بمناقشة مشروع تعديل اللائحة الداخلية للحزب، الذي أعدته أمانة تنظيم الحزب المركزية برئاسة احمد حسن الذي يوصف حالياً بالرجل القوي داخل الحزب، لاتخاذ القرار النهائي بشأن اقرارها في اجتماع اللجنة المركزية المقرر عقده في النصف الثاني من سبتمبر (ايلول) القادم ليبدأ بعدها سباق الانتخابات الداخلية للحزب.

أهم ما تضمنه مشروع تعديل اللائحة اضافة منصب الأمين العام للحزب بجانب منصب رئيس الحزب الذي يشغله حالياً ضياء الدين داود والمتوقع استمراره في الدورة القادمة، وهو المنصب الذي طالب بإيجاده عدد من أعضاء الحزب في المؤتمر العام الأول 1993، إلا ان الطلب قوبل بالرفض آنذاك، حرصاً على تركيز السلطة في يد الرئيس، منعاً لحدوث انشقاقات في الحزب الوليد.

وقد قصرت اللائحة الجديدة اختصاصات الأمين العام في المادة 32 على حق متابعة الادارة في جميع مجالات العمل الحزبي بالتعاون مع الأمانات المختلفة ورئاسة اجتماعاتها، كما منحته حق الإنابة عن رئيس الحزب في حالة غيابه، وقد وصف مصدر حزبي رفيع المستوى هذه الاختصاصات بأنها هشة، متوقعاً حدوث تعديل فيها بمناقشتها في اجتماع اللجنة المركزية القادم، وتوسيع اختصاصات الأمين العام مع سحب بعض صلاحيات الرئيس.

وبعيداً عن جدل التعديلات اللائحية، فان سباق الفوز بمنصب الأمين العام قد اطلقت طلقة البدء فيه مبكراً، وان كانت المؤشرات تؤكد فوز أمين تنظيم الحزب الحالي احمد حسن بهذا المنصب إلا ان قيادات ناصرية كثيرة توقعت حدوث مصادمات داخلية قد تطيح بطموحات احمد حسن في تولي هذا المنصب وإسناده لأحد رموز الحرس القديم من أعضاء الحزب، وهو ما يتصدى له احمد حسن حالياً بعقد جولات ميدانية على اعضاء الحزب بمختلف المحافظات.

وقد رفض احمد حسن التعليق على ترشيحه لمنصب الامين العام بالحزب، مؤكداً ان مهمة الحزب في هذه المرحلة هي تعبئة جماهير الحزب وحشدهم للتصدي للمهام الملقاة على عاتقهم والتي حددتها اللائحة الجديدة في ظل حالة التردي والهوان التي تعيشها الأمة العربية على مختلف الأصعدة.

ومن جانبه شدد ضياء الدين داود رئيس الحزب على ضرورة إلتحام القيادات الناصرية سواء كانوا أعضاء في الحزب أو خارجه واصطفافهم من أجل انتزاع المكاسب التي حققتها ثورة 23 يوليو لجماهير الشعب والدفاع بكل قوة عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.