مكافحة الإرهاب على صدارة جدول أعمال قمة سوتشي

TT

مع اقتراب الذكرى العاشرة لتأسيس منظومة بلدان الكومنولث تتعلق الأنظار بكل اجتماع دوري يعقده قادة بلدان هذه المنظومة، بما في ذلك الاجتماع غير الرسمي الذي دعا اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على ضفاف البحر الاسود.

ورغم اعتذار ادوارد شيفرنادزه رئيس جورجيا عن عدم حضور الاجتماع، والتخلف التقليدي لصابر مراد نيازوف رئيس تركمنستان، فقد حرص زعماء البلدان العشرة الاخرى على الخروج بالقمة بعيداً عن اطارها الذي طالما انحصر في ترتيب امور البيت السوفياتي السابق، من منظور احتواء الخلافات حول اقتسام التركة والإرث بعيداً عن «السبيل اليوغوسلافي» للقسمة.

وقد تضمن جدول اعمال اللقاءات الثنائية ومتعددة الاطراف للقمة غير الرسمية عدداً من موضوعات الساعة، وفي مقدمتها مكافحة الارهاب والأوضاع في البلقان وأفغانستان والشرق الأوسط.

وكان بوتين قد استهل قمة امس باطلاع نظرائه على نتائج قمة الثمانية الكبار في جنوى، وما توصل اليه من نتائج خلال لقائه مع نظيره الاميركي جورج بوش، وما يتعلق بمشكلة خروج واشنطن من معاهدة الحد من الأنظمة المضادة للصواريخ الموقعة مع موسكو عام 1972.

وبدت قمة امس في اطاريها الثنائي ومتعدد الاطراف وكأنها مقدمة للقمة المرتقبة مع نهاية هذا العام، في ذكرى اعلان الكومنولث في مينسك نهاية ديسمبر (كانون الاول) عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وكشفت المباحثات التي شهدتها سوتشي امس عن تضارب المشاعر وتناقض التقديرات إزاء موقع منظومة الكومنولث على خريطة اهتمامات اعضائها. وبدا عدم توصل الرؤساء الى توقيع اي وثيقة مشتركة، مما يتفق مع الشكل المعلن للقمة بوصفها «غير رسمية».

ومع ذلك فقد اتسمت الموضوعات التي ناقشها الرؤساء بأهمية خاصة، ولا سيما ما يتعلق منها بالجانب الثنائي. فالى جانب الاتفاق على مكافحة الارهاب، حظيت العلاقات الاقتصادية على الصعيدين، الثنائي ومتعدد الأطراف، بأهمية خاصة بوصفها السبيل الأمثل لحل القضايا السياسية المتعثرة مع روسيا بالدرجة الاولى.