بوش يقضي العطلة الصيفية في مزرعته ومساعدوه يعتبرونها مجرد نقلة للبيت الأبيض إلى تكساس

الرئيس الأميركي يتطلع لمشاهدة الأبقار التي قال انها «تتحدث معه لأنه مستمع جيد»

TT

تتطلع غالبية الرؤساء للهروب من البيت الابيض ومشاغله التي لا حدود لها عندما يبدأ الكونغرس عطلته الصيفية السنوية، غير ان المستشارين العاملين في البيت الابيض عادة ما يتضجرون من استمرار العمل حتى اثناء هذه الفترة التي من المفترض ان تكون للراحة والاستجمام من عناء شهور متواصلة من العمل. ادارة الرئيس الحالي جورج بوش الحالية لا تختلف عن الادارات الاخرى في ما يتعلق بهذه القضية.

فمن المتوقع ان يبدأ بوش عطلة صيفية تستمر شهرا يقضيها في مزرعته بولاية تكساس. ويعتقد كبار مساعدي بوش ان العمل خلال العطلة لن يكون يسيرا بأية حال، بل ان بعضهم يرى ان العطلة الصيفية لا تعدو ان تكون سوى انتقالاً للبيت الابيض من واشنطن الى تكساس. تقول كارين هيوز، المستشارة بالبيت الابيض، ان بوش «سيعود الى تكساس لمباشرة العمل من كروفورد»، في اشارة الى المدينة الصغيرة التي تبعد حوالي سبعة اميال من مزرعته التي سيقيم بها خلال العطلة. وقرأت هيوز بسرعة قائمة من الاشياء التي ستشغل الرئيس من التقرير اليومي الخاص بالأمن القومي الى القضايا المحلية والعالمية الملحة.

وليس هناك ما يضمن عدم فرض الاحداث الخارجية لنفسها حتى خلال العطلات الرئاسية، فالتعليمات الخاصة بتوجيه ضربات جوية لمواقع تابعة لأسامة بن لادن داخل الاراضي الافغانية اصدرها الرئيس السابق بيل كلينتون خلال عطلته الصيفية التي كان يقضيها في «مارثاز فينيارد» بولاية ماساتشوسيتس في اغسطس (آب) .1998 كما ان بوش الاب انتقد عام 1990 لاستمرار اقامته بمنزل الاسرة في كينيبانكبورت بولاية مين خلال ازمة الغزو العراقي للكويت. ويتوقع ان يظهر بوش الابن خلال العطلة الحالية في بعض المناسبات حتى لا يختفي عن الانظار تماما. فطبقا لجدول نشاطاته سيزور بوش ولاية غربية مجاورة للتأكيد على بعض القضايا ذات الصلة بالبيئة. كما يبدو ان بوش يتطلع الى قضاء وقت خاص خلال الايام التي سيقضيها في مزرعته، فهو يحب التجول في المساحة الواسعة لمزرعته التي تبلغ مساحتها 1583 فدانا. وقال بوش مازحا وهو يتحدث حول عطلته مع مجموعة «مزارعو المستقبل في اميركا» الاسبوع الماضي انه يتطلع الى مشاهدة الابقار التي «تتحدث معه لأنه مستمع جيد»، على حد تعبيره. غير ان الاستطراد المازح للرئيس بوش على هذا النحو اثار قلق مسؤولي العلاقات العامة الذين عدلوا التعليق حتى يبدو كل شئ عاديا. وفي خطاب مصور على شريط فيديو خلال احتفال للكشافة تحدث بوش حول الحياة في تكساس بطريقة مختلفة، اذ قال وهو يقرأ من ملاحظات مدونة على ورقة: «سأتوجه الى مزرعتي في كروفورد، حيث سأعمل وآخذ قسطا من الراحة». وواصل بوش حديثه قائلا: «اعتقد انه من المهم لأي رئيس ان يقضي بعض الوقت بعيدا عن واشنطن وفي قلب اميركا على ان اظل على صلة بقيم مثل العمل الجاد المتواصل والاسرة والايمان».

واعرب بعض الجمهوريين عن قلق واضح ازاء احتمال ان يوصف بوش بأنه غير مهتم ولا يعمل بجد لأنه بدأ عطلته بعد ستة شهور فقط من تسلمه الرئاسة. هذه من الصفات التي حاول آل غور، نائب الرئيس الاميركي السابق ومنافس بوش في انتخابات الرئاسة السابقة، الصاقها ببوش خلال الحملة الانتخابية. منتقدو بوش، من جانبهم، يحاولون ربط هذه الصفات ببوش بالتأكيد على ان نائب الرئيس ريتشارد تشيني وآخرين هم الذين يؤدون معظم عمل الادارة. وتشير نتائج استطلاع للرأي اجرته «يو اس أي توداي» على عينة من 1015 شخص ان 70 في المائة منهم يعتقدون ان بوش يعمل بجد واجتهاد، فيما ترى نسبة 26 في المائة عكس ذلك. ويظل الرئيس رئيسا اينما كان. اذ يمكن ان يوقع على مشروعات القرارات ويتخذ القرارات او حتى يشن حربا سواء كان ذلك من البيت الابيض أو من على متن طائرة الرئيس أو من منزل من طابق واحد في مزرعة بولاية تكساس، فتكنولوجيا الاتصال المتقدمة تلاحقه اينما حل.

*خدمة «يو اس أي توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»