أعيان «القبائل» يهددون بقطع الطريق بين وسط الجزائر وشرقها

وزير الصحة يمنع من دخول مستشفى في تيزي وزو

TT

هدد اطراف في تنسيقية أعيان وممثلي المجتمع المدني لمنطقة القبائل بقطع حركة المرور امام المسافرين القادمين من العاصمة الجزائرية الى المدن الشرقية، وأكدوا انهم سيضطرون الى اللجوء الى هذا الحل ان قررت السلطات منعهم من التوجه الى العاصمة الأربعاء القادم للمشاركة في مسيرة سلمية تصادف الافتتاح الرسمي للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، ومن المقرر ان يشرف على حفل الافتتاح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وقال ممثلون عن التنسيقية «لو لجأت قوات الأمن الى غلق الطريق في وجهنا، مثلما فعلت خلال مسيرة يوم 5 يوليو (تموز) الماضي، فاننا سنجلس امام حواجز الدرك والشرطة وسنحولها الى اعتصامات ونغلق الطريق بدورنا امام حركة المرور». وكانت وزارة الداخلية قد حذرت منظمي المسيرة من تنفيذ قرارهم، مذكرة اياهم بقرار مجلس الحكومة بمنع المسيرات في العاصمة.

الى ذلك منع ممثلون عن أعيان منطقة القبائل، اول من أمس، وزير الصحة الجزائري عبد الحميد ابركان من زيارة اقسام مستشفى مدينة تيزي وزو (110 كلم) واضطر الى «التخلي» عن صفته الرسمية والدخول بصفته طبيبا، وهي مهنته الأصلية.

وحسب مصادر طبية، تحدثت الى «الشرق الأوسط» فان وزير الصحة «جاء برفقة رجل الاعمال جيلالي مهري لتدشين جهاز «سكانر» تبرع به هذا الأخير الى المستشفى الجامعي بالمدينة، الا ان ممثلا عن اعيان المنطقة وقف في وجه الوزير»، واعلمه انه ممنوع من دخول هذه المؤسسة العمومية. وأضاف بلعيد ابريكا، وهو من ابرز الوجوه التي قادت الاحتجاجات التي عرفتها منطقة القبائل اخيرا، ان هذا القرار هو «قرار سكان تيزي وزو، وقد فوضوني لأبلغكم به». وبعد اخذ ورد تمكن الوزير من دخول المستشفى، مشيرا لأولئك الذين وقفوا امام مدخل البناية انه سيدخل بصفته طبيبا وليس وزيرا. وبرر اعيان تيزي وزو تصرفهم هذا، في اتصال مع «الشرق الأوسط» بكون السلطة «تخلت عن المنطقة ولم يفكر اي عضو في الحكومة بزيارة هذا المكان عندما كانت مصلحة حفظ الجثث مكتظة بالقتلى وعندما كان الجرحى يتزاحمون داخل المستشفى وقنابل قوات مكافحة الشغب المسيلة للدموع ترشق في اروقة الحرم الطبي. كان الأجدر في ذلك الوقت ان يسرع المسؤولون لمواساة المرضى وعائلات الضحايا، اما الآن فلا حاجة لنا الى أي واحد منهم». يذكر ان عددا من الجرحى نقلوا الى الخارج (فرنسا على الخصوص) لعلاجهم من آثار اصابات خطيرة بالرصاص، خلال المظاهرات، وقد تكفل بهم أبناء الجالية القبائلية المقيمون في المهجر وعدد من المنظمات الخيرية ومنها منظمة «اطباء بلا حدود».

وليست هذه المرة الأولى التي يقاطع فيها سكان منطقة القبائل اعضاء في الحكومة، فقد منع اعيان تيزي وزو، بداية يونيو (حزيران) الأخير وزير التربية ابو بكر بن بوزيد من دخول ثانوية عبان رمضان، حين جاء للاشراف على انطلاق امتحان شهادة البكالوريا، وقد هدده ممثلو الأعيان باخراج التلاميذ من قاعة الامتحانات ان هو اصر على الدخول، وقد اضطر الوزير، في ظل هذا التهديد وتفاديا لعرقلة سير الامتحانات، الى ركوب سيارته المصفحة والعودة من حيث اتى. وبعد اسابيع زار الوزير المنتدب للجماعات المحلية المنطقة وعقد اجتماعا مع سلطات ولاية تيزي وزو، الا ان الاجتماع قاطعه المنتخبون المحليون الذين ينتمون بأغلبهم الى جبهة القوى الاشتراكية. وقد ابدى موفد الحكومة حينها اسفه لهذا التصرف من طرف المنتخبين، خاصة انه جاء، كما قال، لبحث حلول من اجل انهاء الاحداث التي عرفتها المنطقة وأسفرت عن وفاة أزيد من 50 قتيلا وألفي جريح.