عرضت في الولايات المتحدة احدث البيانات التي جمعها الخبراء اثناء دراستهم لانتشار الملاريا، واعداد ضحاياها، وتاثيراتها الاقتصادية على مختلف دول العالم. ونشرت البيانات في ملحق بالعدد الاخير من المجلة الاميركية للطب والصحة الاستوائيين. ورغم الاعتقاد السائد بين صفوف الخبراء ورجال الاعلام بان الملاريا ظلت تحصد سنويا، وعلى مدى 50 عاما الماضية، ارواح مليون شخص مصاب بها، فان البيانات التي نشرها الموقع الانترنيتي لمراكز الصحة القومية الاميركية www.nih.gov تشير الى هلاك بين 700 الف و7.2 مليون شخص سنويا بسبب المرض، 75 في المائة منهم من اطفال افريقيا. ويهلك 85 في المائة من هؤلاء الاطفال المصابين بالملاريا بسبب فقر الدم، او بسبب وزنهم الضئيل لدى الولادة، او نقص السكر في الدم.
واجرت الدراسة مؤسسة «مبادرة الملاريا متعددة الجوانب» التي تضم باحثين من المؤسسات الصحية العامة والخاصة وخبراء من الامم المتحدة وباحثين من افريقيا. اشارت البيانات الى حدوث 400 الى 900 مليون حالة (او ما وصفته الدراسة بانه «مشهد») حادة للحمى تقع سنويا لدى الاطفال الافارقة تحت سن الخامسة الذين يقطنون مناطق تتوطن فيها الملاريا. وسيزداد هذا العدد الى الضعف بحلول عام 2020 ما لم تتخذ اجراءات تدخل صارمة للحد من المرض. وتعتبرالاصابة بالحمى، والرعشات الملازمة لها، خطيرة لانها تعيق نمو الدماغ لدى الاطفال.
وقدمت الدراسة معلومات جديدة عن علاقة الفقر بالملاريا، حيث اظهرت الاحصاءات بين اعوام 1965 و1999 ان وتيرة نمو الدخل لكل فرد في الدول التي تعاني من الانتشار الحاد للملاريا تقل بـ5 مرات عن وتيرة النمو لدى الدول التي لا تنتشر فيها الملاريا بشكل حاد.