اعتقال امرأة فلسطينية قبل دقائق

إسرائيل تنفي قبولها مراقبين دوليين وتؤكد موافقتها فقط على مراقبة أميركية

TT

اعلنت الشرطة الإسرائيلية انها اعتقلت امس امرأة فلسطينية من نابلس وهي تحاول تنفيذ عملية انتحارية داخل المحطة المركزية للحافلات في قلب مدينة تل ابيب.

وقالت الشرطة، ان المرأة كانت تحمل حقيبة بداخلها اربعة كيلوجرامات من المواد المتفجرة، اضافة الى كمية كبيرة من الكرات الحديدية والمسامير. واغلقت الشرطة المحطة المركزية وافرغتها من الناس وحولت المسافرين الى المحطة المركزية القديمة.

ووقعت هذه الحادثة ظهر امس، في الوقت الذي كانت فيه المحطة المركزية تزدحم بالوف المواطنين، الذين يستخدمون الحافلات في العودة الى بيوتهم في نهاية الاسبوع.

وحسب رواية الشرطة، فان رجل امن مدنيا اشتبه بالحقيبة، التي حملتها المرأة، فأوقفها وراح يحقق معها بصراخ هستيري، فالقت الحقيبة بعيدا وحاولت الهرب. الا انه ومجموعة من رجال الشرطة هرعوا الى المكان، وسيطروا عليها واعتقلوها، واعلن قائد شرطة تل ابيب ان اعتقالها تم قبل دقائق فقط، من لحظة تفجير العبوة. اذ انها كانت قد وصلت عمليا الى محطتها النهائية، ولم يبق لها سوى ان تضغط على الزر.

واعتبرت اسرائيل هذه العملية دليلا آخر، الى جانب عدة عمليات تمت امس، على ان «الفلسطينيين متمسكون بالعنف وان كل احاديثهم عن وقف النار والجنوح الى السلام هو مجرد كلام».

وأشارت اسرائيل الى أعمال القصف بالهاون التي نفذها الفلسطينيون، امس، في قطاع غزة اذ سقطت ثلاث قذائف في مستوطنة كفار دروم واصيب جراء ذلك ثلاثة مستوطنين بجراح خفيفة. وقالت ان عدد القذائف التي اطلقها الفلسطينيون على مستوطنات قطاع غزة بلغ خمسين قذيفة. وان فلسطينيين اطلقوا الرصاص على جنود من حرس الحدود الإسرائيلي في الجزء المحتل من مدينة الخليل، مما ادى الى اصابة جنديين. وأطلق الرصاص ايضا في البيرة باتجاه قوة احتلالية، لكن احدا من افرادها لم يصب بأذى.

اما في الجانب الفلسطيني، فقد اخذ النقاش يحتدم بين مختلف الفصائل، وداخل حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية نفسها، اثر المقال الذي نشره المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية، اول من امس ودعا فيه الى الامتناع عن استخدام الرصاص والعمليات الانتحارية وجعلها انتفاضة شعبية ضد الاحتلال والمستوطنين، سلاحها الحجر، مؤكدا ان هذه هي الوسيلة الأفضل لخدمة المصلحة الوطنية الفلسطينية. وتعمق النقاش بعد ان دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من روما، الى وقف اطلاق النار من الجهتين. ورفضت معظم التيارات الفلسطينية هذا التوجه واعتبرته تراجعا عن طريق «الانتفاضة». وهاجم هذا التوجه امام المسجد الكبير في غزة، خلال خطبة الجمعة، التي بثت مباشرة من التلفزيون الفلسطيني الرسمي، وقال ان اليهود هم اعدى اعداء الاسلام. وان على كل فلسطيني شريف ومسلم مؤمن ان يحاربهم من دون هوادة. واعتبرت اسرائيل هذه الخطبة، تحريضا رسميا من السلطة الفلسطينية لقتل اكبر عدد من اليهود.

وعلى الصعيد السياسي، احتل موضوع المراقبين الدوليين رأس الاهتمام لدى الاسرائيليين والفلسطينيين، خصوصا بعد ان كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية في عددها الصادر امس عن ان الولايات المتحدة تعمل بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على تشكيل فريق مراقبين دوليين. ووفق الصحيفة فسوف يضم الفريق اميركيين واوروبيين. وقال كاتب التقرير الذي نشر في الصفحة الأولى «انه واثق تماما من ان المراقبين سيكونون اميركيين وبريطانيين. لكنه غير متيقن من الباقين. وأضاف ان لديه معلومات مؤكدة تقول ان اسرائيل لا تنوي الاعتراض على ذلك، اذا جاءها الاقتراح من الأميركيين». الا ان ناطقا اسرائيليا نفى بشدة ان تكون بلاده وافقت على المراقبين. وقال «لقد اعلن رئيس الحكومة (ارييل شارون) بكل وضوح رفضه فكرة مراقبين دوليين. وقال انه، وفي احسن الحالات، يقبل بعدد محدود من المراقبين الأميركيين شرط ان تكون الادارة الأميركية مرجعيتهم النهائية، وليس مجموعة شرم الشيخ أو غيرها». وفي اسرائيل، ادلى السفير الأميركي الجديد، في تل ابيب، دانئيل كيرتزر، بتصريحات لصحيفة «يديعوت احرونوت» قال فيها، انه في زمن الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء شارون، باتت هناك رؤية استراتيجية مشتركة لدى الطرفين. وان الخلافات اصبحت ثانوية وهي على اية حال خلافات تكتيكية.

وبدد كيرتزر مخاوف الاسرائيليين من شخصيته، فاوضح انه ليس يساريا كما يقال عنه وليس معارضا لاسرائيل، وانه لم يأت الى هنا لكي يخاصم شارون وحكومته. بل جاء «للعمل معه والتعاون لما فيه خدمة مصلحة بلدينا». واكد ان حكومته لم تقرر بعد كيف تكون خطواتها العملية في المعركة من اجل السلام، الا ان الخيوط الأولى واضحة. واعرب عن ثقته بأن امرا ما يجري طبخه حاليا لتهدئة الاوضاع والانتقال خطوة خطوة الى الامام.

وواصل المسؤولون الفلسطينيون من جهتهم انتقاد السياسة الأميركية. واستخدم الدكتور نبيل شعث، وزير التعاون والتخطيط الدولي، عدة مرات كلمات نابية، امس، وهو يهاجم الادارة الأميركية «فهي متواطئة مع اسرائيل بأسلوب نذل».