المخابرات الفلسطينية تعتقل العشرات ممن يشتبه في تعاونهم مع «شين بيت»

إسرائيل منزعجة إزاء حملة الاعتقالات التي طالت أشخاصا يحملون هويتها

TT

تشعر الاجهزة الامنية الاسرائيلية بالانزعاج ازاء حملة الاعتقالات التي يشنها جهاز المخابرات العامة الفلسطيني في الضفة الغربية، منذ اول من امس ضد من يشتبه في تعاونهم مع سلطات الاحتلال. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» ان مصدر انزعاج اسرائيل من هذه الحملة انها تشمل اناسا يحملون بطاقات الهوية الاسرائيلية.

وشملت حملة الاعتقالات مدن الضفة الغربية من جنين شمالا حتى الخليل جنوبا. واعتقل حتى الان حسب المصادر عدد كبير ممن يشتبه في تعاونهم.

ووجد فلسطيني متهم ببيع اراض في القدس المحتلة لليهود مقتولا في مدينة بيت لحم، وبذلك يصل عدد من قتل من المشتبه في تعاملهم مع اسرائيل خلال ايام قليلة الى 3. وعثر على جثة خالد ابو الهوى وهو في الاربعينات من عمره في منطقة العبيات في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة الخاضعة للسيادة الفلسطينية امس. واكدت مصادر فلسطينية ان ابو الهوى وهو من سكان منطقة الطور من القدس المحتلة ومن حملة بطاقة الهوية الاسرائيلية، معروف بعمليات سمسرة الاراضي في القدس المحتلة.

وسيمثل امام محكمة امن الدولة في نابلس غدا، منذر الحفناوي المتهم بالتعاون مع العدو والتواطؤ في اغتيال محمود المدني احد كوادر حماس في مخيم بلاطة في نابلس. ويتوقع ان يصدر ضده حكم بالاعدام بالرصاص على غرار الاحكام التي صدرت ضد 4 متعاونين آخرين 3 منهم في طولكرم بتهمة المساعدة في عملية اغتيال الدكتور ثابت ثابت امين سر حركة فتح في طولكرم في 31 ديسمبر (كانون الاول) الماضي. والرابع اسمه احمد ابو عيشة متهم بمساعدة قوات الاحتلال في عملية الاغتيال صلاح دروزة احد كوادر حماس في نابلس وذلك بقصف سيارته بصواريخ من طائرة مروحية اسرائيلية في 25 يوليو (تموز) الماضي.

وجاءت حملة الاعتقالات عقب الغضب الذي اجتاح مدن الضفة وقطاع غزة بعد نجاح قوات الاحتلال وبتواطؤ من عدد من العملاء والمتعاونين في قتل 14 فلسطينيا في غضون 48 ساعة كان آخرهم 8 قتلوا في نابلس يوم الثلاثاء الماضي، من بينهم قائدان كبيران في حركة حماس.

وطالب الغاضبون الفلسطينيون وكذلك العديد من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركات فتح وحماس والجهاد الاسلامي بشن حملة ضد المتعاونين والجواسيس. وكادوا ان يأخذوا الامور بأيديهم وذلك من خلال مسيرات حاشدة غاضبة توجهت الى سجون السلطة التي تضم عملاء ومتعاونين ومشبوهين، وحاصرتها وعزمت على اقتحامها لولا تدخل هذه الفصائل.

واعترف مسؤول امني فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» بالحملة التي يشنها جهاز المخابرات الذي يديره العميد توفيق الطيراوي، لكن المسؤول رفض الكشف عن عدد المعتقلين مؤكدا انه وصل الى العشرات. غير ان المسؤول استطرد قائلا ان المعتقلين مشتبه فيهم فقط وان التحقيقات جارية معهم، ومن تتوفر الادلة على تعاونه وخيانته فانه سيقدم للمحاكمة.