وقع انفجار ضخم في غرب العاصمة البريطانية لندن مساء اول من امس مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح. وقالت الشرطة إن الانفجار ناجم على ما يبدو عن سيارة ملغومة، وإنه وقع قبل دقائق من منتصف الليل وعلى بعد مائة متر فقط عن محطة قطار الأنفاق في منطقة إيلينج برودواي. ووصف جابريت سيد، وهو طالب كان في حانة قريبة من موقع الانفجار المشهد قائلا: «شعرت بالأرض تهتز من تحتي ثم رأيت لسانا من اللهب يمتد نحو الحانة التي كنا نجلس فيها، ورأينا زجاجها يتطاير قبل أن ننطرح أرضا لتجنب الانفجار». وقالت طالبة في السادسة عشرة كانت في موقع الانفجارإنه خلف حالة من الهلع الجماعي. وقال شهود عيان آخرون إن الشرطة كانت تطوق المنطقة القريبة، لكي تقوم بأعمال البحث، وبعد ذلك بحوالي ثانية سمعنا دويا رهيبا وشعرنا بحرارة الانفجار، ثم هرع الجميع نحو الانفجار من دون أن يعرفوا موقعه بالتحديد. وقال أحد شهود العيان إن الركام المتطاير من جراء الانفجار قد تطاير إلى بعد حوالي 100 متر من موقع الحادث. وعمدت الشرطة إلى تفريق الأشخاص الذين اجتمعوا في موقع الانفجار، محذرة من إمكانية وجود عبوة ثانية. ولم تحدد الشرطة البريطانية سبب الانفجار حتى مساء امس، لكن مسؤولين في جهاز سكوتلانديارد ذكروا أنهم تلقوا تحذيرا من وجود قنبلة ما، لكنهم لم يستطيعوا تحديد مدى جديته، لكن مصدرا بشرطة ايلينج قال ان الانفجاريحمل بصمات جماعة ايرلندية مسلحة اسمها الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي. وكانت الشرطة قد نجحت العام الماضي في إبطال مفعول قنبلة كانت قد زرعت قرب القضبان الحديدية في منطقة إيلينج، وساد اعتقاد وقتها بأن جماعة منشقة عن الجمهوريين في أيرلندا الشمالية، هي الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي، كانت مسؤولة عن زرع القنبلة. وقال متحدث باسم رئيس الوزارء البريطاني توني بلير إن رئيس الحكومة يعتقد أن العنف مهما كان شكله عديم الجدوى وخطأ، وبدا المتحدث وكأنه يربط بين الانفجار والتطورات التي من المرجح أن تشهدها عملية سلام ايرلندا الشمالية. وقال آلان فراي رئيس ادارة مكافحة الارهاب في سكوتلنديارد ان الهجوم مماثل لهجمات اخرى في لندن شنها اعضاء جماعة «الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي» التي انشقت عن منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي عام 1997. ونادرا ما تعلن هذه الجماعة مسؤوليتها عن هجمات. وقال فراي: «نحن محظوظون للغاية لانه لم يقتل احد هنا.. انها منطقة مزدحمة جدا، ولا ارى أي سبب لتفجير سيارة مفخخة هناك غير التشويه والقتل». ووضعت القنبلة في سيارة بشارع يقع في منطقة مزدحمة بالحانات والملاهي قرب محطة مترو انفاق ايلينج برودواي. ونقل سبعة جرحى من بينهم شرطية الى مستشفى ايلينج، ولا يوجد بينهم من يعاني من اصابات خطيرة. وتلتزم منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي بوقف لاطلاق النار بعد 30 عاما من القتال بين الكاثوليك والبروتستانت في اقليم ايرلندا الشمالية الذي يتبع بريطانيا، لكن الجماعات المنشقة مثل الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي تعارض اتفاقية السلام المبرمة عام 1998، وتختار توقيتات مهمة في عملية السلام لشن هجمات كبيرة في ايرلندا الشمالية وداخل بريطانيا. وهذا الاسبوع تدرس الاطراف المتشاحنة اقتراحا جديدا من بريطانيا وايرلندا بخفض عدد القوات البريطانية على ان يتم نزع سلاح الجيش الجمهوري الايرلندي.