زعيم كوريا الشمالية يرفض زيارة مسقط رأس يلتسين ويطلب زيارة ضريح لينين

TT

رغم توقفه في عدد من كبريات المدن الروسية الواقعة بمحاذاة خط سيره في طريقه الى موسكو رفض كيم جونج ايل زعيم كوريا الشمالية مغادرة قطاره المدرع، وزيارة مدينة «يكاتير نيبورج»، مسقط رأس الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، الذي طالما تجاهل رغبات بيولنج يانج في التقارب مع روسيا.

وبعد رحلة طالت لما يزيد عن الاسبوع وصل قطار الزعيم الكوري الشمالي الى موسكو في وقت متأخر من مساء امس، بعد ان قطع المسافة الطويلة من بلاده حتى العاصمة الروسية وسط اجواء من الغموض.

وقالت مصادر روسية ان كيم جونج ايل رفض لقاء اي من ممثلي الصحافة واجهزة الاعلام، كما طلب من الكرملين الغاء المؤتمر الصحافي التقليدي بعد انتهاء المباحثات، لاعلان ما توصل اليه الجانبان من اتفاقات وما نوقش من موضوعات.

لكنه، وعوضا عن ذلك، طلب ادراج زيارته لضريح لينين زعيم الثورة البلشفية في الميدان الاحمر ضمن جدول تحركاته في العاصمة الروسية اليوم، الى جانب وضعه لاكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول. ورغم ان فترة الزيارة الرسمية التي يقوم بها زعيم كوريا الشمالية لموسكو لن تستغرق اكثر من يومين، فان رحلته ذهابا وايابا سوف تمتد الى ما يقرب من اربعة وعشرين يوما، يضفي عليها المزيد من طابع الاثارة الذي يعيد الى الأذهان اجواء رحلة كيم ايل سونج الذي قطع نفس الطريق، ذهابا وايابا في مايو (ايار) 1984.

وبعيدا عن الغموض الذي يكتنف رحلة زعيم كوريا الشمالية قالت المصادر الروسية ان جدول اعمال مباحثاته في الكرملين يتضمن عددا من قضايا التعاون الاقتصادي والعسكري، ويستهدف التخفيف من حدة التوتر السياسي الذي يرتبط بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية، ومخاوف واشنطن، التي تخلط بينها وبين خطتها للخروج من معاهدة الحد من الأنظمة المضادة للصواريخ.

ومن المقرر ان يستأنف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ضيفه الكوري الشمالي حواره الذي بدأه معه خلال زيارته لبيونغ يانج في صيف العام الماضي. ورغم ما يقال حول المتاعب الاقتصادية التي تواجهها كوريا الشمالية، والديون المستحقة لروسيا (ما يقرب من 4 مليارات دولار) فان موسكو لا تزال على استعداد لاستئناف التعاون الاقتصادي والعسكري معها من خلال المشاركة في عمليات احلال وتجديد المصانع، التي اقامتها في كوريا الشمالية ابان سنوات الاتحاد السوفياتي.

فضلا عن المشاركة في بناء خط السكة الحديدية الذي يربط بين شطري شبه الجزيرة الكورية، وخط سيبيريا العابر للقارات، الى جانب امدادها بقطع الغيار اللازمة لتحديث قواتها المسلحة، وخصوصا بأحدث الطائرات من طراز سوخوي وميغ، والدبابات من طراز ت ـ 80.

وفيما يبدو ان زعيم كوريا الشمالية يستهدف بزيارته لموسكو، والتي تعد الثانية من نوعها بعد اخرى مماثلة قام بها للصين، الخروج ببلاده من العزلة الدولية التي طالت كثيرا بعيدا عن الضغط الذي تمارسه ضدها واشنطن، ترغب موسكو في اختزال الهوة القائمة مع واشنطن، مما قد يساهم في تسوية الموقف حول الدرع الصاروخي الأميركي.

ويبدو ايضا ان موسكو تريد العودة بزخم جديد الى القارة الآسيوية لتدعيم مواقعها في الشرق الأقصى، مع الصين وكوريا الشمالية، رغم البعد الايديولوجي المغاير، وان حرص بوتين على مراعاة «التاريخ الثوري المشترك»، وهو ما بدا في تصريحاته الأخيرة حول الحزب الشيوعي الروسي الذي اعتبره «قوة فعالة في روسيا، ورفضه لتوجهات القوى اليمينية حول رفع جثمان لينين من ضريحه في الميدان الاحمر، والذي تعتبر زيارة كيم جونج ايل له اليوم اول زيارة من نوعها على الصعيد الرسمي منذ نهاية الثمانينات.

ومن المقرر ان يغادر ايل موسكو غدا قاطعا الطريق نفسه الذي اتخذه داخل عربته المدرعة وسط سخط وغضب سكان المدن التي يمر بها بسبب الاجراءات الامنية المشددة والغاء، وتأجيل مواعيد بعض القطارات في المنطقة.