كريات شمونة (اسرائيل) ـ أ.ف.ب: قال نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم: «ان الحركة العالمية المخادعة التي يقوم بها الاسرائيليون من اجل الافراج عن اسراهم (اشارة الى عملية اسر ثلاثة جنود اسرائيليين نفذها «حزب الله» في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي لدى حزب الله هي حركة اعلامية فارغة المحتوى، الهدف منها التخلي عن القضية الاساس وهي مسؤوليتهم عن الاسرى والمعتقلين اللبنانيين والعرب وصرف الانظار عما يُرتكب بحق الشعب الفلسطيني». واكد الاستمرار في المقاومة لتحرير مزارع شبعا بالسلاح، رافضاً الرضوخ «لأي ابتزاز دولي».
تزامن تصريح الشيخ قاسم مع بدء الجيش الاسرائيلي، امس، بنقل رفات مقاتلين لبنانيين سقطوا في عمليات المقاومة للاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني الى مدفن جديد لمبادلتها، يوما ما، بجنود اسرائيليين فقدوا في لبنان، بينهم اسرى عملية مزارع شبعا. وفي تأكيده لموقف «حزب الله» من تحرير مزارع شبعا بالسلاح، قال الشيخ قاسم، في احتفال اقامه الحزب في الجنوب اللبناني احياء لذكرى شهدائه: «انهم (الاسرائيليون) يتحركون اليوم من اجل الافراج عن الاسرى. وهم يواجهون الامم المتحدة ومجلس الامن ليحصلوا منه على شريط فيديو صوّر بعد العملية بيوم، ليظهروا انهم مهتمين بالوصول الى طرف خيط لكشف مصير اسراهم ومعرفة تفاصيل لها علاقة بالافراج عنهم».
وانتقد قاسم الرؤية المنحازة التي عبّر عنها سفيرا الولايات المتحدة لدى لبنان وسورية حول عمليات «حزب الله» والتي اعتبراها خطراً كبيراً على المنطقة من دون ان يذكرا الانتهاكات الجوية اليومية واحتلال مزارع شبعا وبقاء رهائن لبنانيين في السجون الاسرائيلية.
واكد قاسم الاستمرار في المقاومة لتحرير مزارع شبعا بالسلاح. وقال: «لن نعتمد على الحركة الدبلوماسية وسنعمل لتحرير اسرانا بكل قوتنا وامكاناتنا. ولن نرضخ لاي ابتزاز دولي».
بدوره اكد المسؤول السياسي لمنطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ عبد المجيد عمار ان المقاومة مستمرة في عملياتها الجهادية حتى تحرير آخر شبر من ارض لبنان. وقال: «لقد حاول العدو ان يفرض معادلة جديدة لمنع المقاومة من استمرار عملياتها في مزارع شبعا ومحيطها متوعداً ومهدداً، الاّ ان رد المقاومة السريع والقاسي على تهديدات هذا العدو اسقط هذه الفرضية». ورأى «ان المحاولات الكبيرة من كل قوى الاستكبار لا تزال مستمرة بهدف تقويض مجتمعنا ومصادرة انتصاره ومحاصرة مقاومته» مشدداً على ضرورة «الوقوف الى جانب المقاومة ودعمها».
ومن كريات شمونة (مدينة الخالصة) ذكرت وكالة «فرانس برس» امس، نقلا عن «مصدر عسكري»، ان الجيش الاسرائيلي بدأ بنقل جثث ما يقارب 300 مقاتل سقطوا في قتال اسرائيل في جنوب لبنان او خلال هجمات في شمال اسرائيل الى مقبرة جديدة. واضافت الوكالة ان الجثث التى تم التعرف على اصحابها والتي توجد حاليا في مقبرتين قريبتين من مدينة كريات شمونة الواقعة شمال اسرائيل، ستوضع في نعوش وتدفن في مقبرة جديدة تقع في المنطقة ذاتها. الا ان المصدر العسكري الاسرائيلي اوضح ان نقل الجثث «لا علاقة له بمفاوضات محتملة بشان الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين اسرهم حزب الله في 7 اكتوبر الماضي» في منطقة مزارع شبعا.
وتؤكد اسرائيل انها لا تملك حتى الان اي معلومات حول مصير هؤلاء الجنود الذين قد يكونون اصيبوا اصابات بالغة خلال عملية اسرهم.