سولانا يلتحق بالمبعوثين الدوليين في مقدونيا للمساعدة في التوصل إلى اتفاق حول وضع الشرطة

TT

* خلافات بين الرئيس المقدوني ورئيس وزرائه إزاء التنازل للألبان

* بريطانيا تتوقع إرسال 3 آلاف جندي إلى المنطقة زغرب: نور الدين صالح سراييفو: عبد الباقي خليفة في محاولة لانقاذ محادثات السلام التي تجري في منتجع اخريد بين المقدونيين والألبان والمهددة بالانهيار، وصل امس الى مقدونيا منسق الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في مهمة صعبة لمساعدة المبعوثين الاميركي جيمس برديو والاوروبي فرانسوا ليوتار على اقناع الطرفين بالتوصل الى اتفاق ينهي الأزمة في مقدونيا التي تهدد باندلاع حرب اهلية شاملة.

ويرافق سولانا وزير الخارجية الأوكراني الذي تعد بلاده اكبر موردي الاسلحة الى الجيش المقدوني. وفور وصوله، اعرب سولانا عن تفاؤله بقرب التوصل الى اتفاق بين الحكومة المقدونية والمقاتلين الالبان، وقال «اعتقد انه تم احراز تقدم حول بعض البنود وآمل ان نعطي دفعة اخرى». وفي الوقت الراهن، تعتبر قضية وضع الشرطة العامل الاكبر الذي يعيق التوصل الى الاتفاق بين الطرفين.

وتأتي عودة سولانا الى المنطقة بعد ان ظهرت بوادر الخلافات ليس بين المقدونيين والألبان فحسب، بل بين المقدونيين انفسهم وبالتحديد بين الرئيس بوريس ترايكوفسكي ورئيس وزرائه ليبشو جورجيفسكي. فالرئيس ترايكوفسكي اظهر نوعا من التساهل في المحادثات وأيد الموقف الدولي من الأزمة وطالب بتقديم تنازلات للألبان ودمجهم في المجتمع المقدوني. ووافق ترايكوفسكي على حل وسط للأزمة وأصدر قانون العفو الجزئي عن المقاتلين الألبان ليثبت انه رئيس للشعوب التي تعيش في مقدونيا بغض النظر عن قوميتها وقبل الاعتراف ببعض حقوق الألبان مثل التعليم في مدارس ألبانية ومشاركتهم في المؤسسات الحكومية بما فيها الشرطة. اما على الطرف الآخر فيقف رئيس الوزراء جورجيفسكي الذي يرفض ما قبله الرئيس ترايكوفسكي ويحاول اثارة غضب المتعصبين القوميين في حال تقديم اي تنازلات لما يطلق عليهم بـ«الارهابيين»، خاصة مع انعقاد المؤتمر المقدوني الدولي في سكوبيه الذي طلب من الألبان مغادرة مقدونيا وإلا فان المؤتمر سيدعو جميع المقدونيين لحمل السلاح ضدهم.

ويرى مراقبون ان جورجيفسكي قد يكون هو الذي حرض على مهاجمة الأهداف الغربية في العاصمة سكوبيه الاسبوع الماضي بما فيها سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا ومقر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وهذا ما اكده وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر عندما قال «ان اتهامات سكوبيه ادت الى اثارة الغضب والحقد ضد الغرب وحرضت المتظاهرين في سكوبيه الى مهاجمة الاهداف الغربية وخلقت الجو العدائي للغرب». كما يتهم وزير الداخلية المقدوني ليبو بوشكوفسكي هو الآخر بأنه يساعد رئيس الوزراء ويشرف على تشكيل ميليشيات مسلحة لمواجهة الألبان في حرب عصابات بعد ان فشل الجيش المقدوني في ذلك.

ويرى البعض ان رئيس الوزراء المقدوني يريد طرد اكبر عدد ممكن من الألبان وإنشاء دولة عرقية جديدة في المنطقة حتى لو اضطر الى التنازل عن جزء من اراضي مقدونيا. ويحاول رئيس الوزراء المقدوني الاعتماد على روسيا التي عرضت عليه حلا مشابها للشيشان.

من جانبها، قالت بريطانيا امس انه يحتمل ان ترسل نحو ثلاثة آلاف من جنودها الى مقدونيا في اطار مهمة لحفظ السلام في حال التوصل الى اتفاق. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله انه يمكن ارسال جنود بريطانيين «على وجه السرعة» الى مقدونيا. وكان المتحدث يرد على مقال نشرته صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية امس قالت فيه ان وحدة بريطانية ستصل الى مقدونيا قبل نهاية الاسبوع للمشاركة في مهمة لحلف شمال الاطلسي قد تضم ايضا فرنسا واليونان وايطاليا. واوضح المتحدث ان دور الجنود البريطانيين سيتمثل في الاشراف على نزع الاسلحة من الطرفين وبنوع خاص على نزع اسلحة الألبان في شمال البلاد.

من جهة اخرى، اعتقلت السلطات الصربية مساء اول من امس 9 من ألبان وادي بريشيفو (شمال مقدونيا) بتهمة حيازتهم على اسلحة، وقد بدأت الشرطة الصربية التفتيش في عدد من مناطق وادي بريشيفو التي كانت تمثل المنطقة الأمنية بين صربيا وكوسوفو بعد مقتل 2 من رجال الشرطة الصربية وجرح 2 آخرين عندما هاجمتهم جماعة ألبانية مسلحة قرب الحدود مع كوسوفو الجمعة الماضي. وهو اول هجوم ينفذه الألبان منذ 3 اشهر عندما جرد الألبان من اسلحتهم بعد اتفاق وقف اطلاق النار. وقام نائب رئيس وزارء صربيا نيبوشا تشوفيتش بزيارة المنطقة بعد الحادث وطلب من الألبان الاندماج بالمجتمع الصربي ووقف العنف وتسليم ما لديهم من سلاح لأن الحكومة الصربية ستكون جادة في توجيه العقوبات لكل من لديه اسلحة.