طالبان: الملا عمر يغلق المدارس الدينية استعدادا لحسم الحرب ضد مسعود

TT

اصدر الملا محمد عمر الحاكم القوي لطالبان اوامره باغلاق المدارس الدينية التي يتعلم فيها كوادر الحركة التي تسيطر على 90 في المائة من اراضي افغانستان، استعدادا لدفع الالاف منهم الى الصفوف الامامية لحسم القتال الدائر ضد قوات احمد شاه مسعود.

وقال افغان عرب في اتصال هاتفي اجرته معهم «الشرق الأوسط» في داخل العاصمة كابل ان الكثير من المدارس الاسلامية التي يشرف عليها قادة طالبان اغلقت بناء على اوامر مباشرة صادرة من الملا عمر، منها الجامعة الفاروقية، ومدرستا عمر وجهادي عسكر بقندهار، ومدرسة هراة، وفروع مدرسة مزار شريف الكثيرة في كبرى المدن الافغانية مثل كابل وقندهار، وكذلك تم اغلاق مدرسة دارونتا في جلال اباد. واشارت المصادر الى ان الهدف الاساسي لاغلاق المدارس الاسلامية التي يتعلم فيها كوادر الحركة الحاكمة هو دفع الشباب الى خطوط الجبهة الامامية في تاخار وبادخشان. وكشفت المصادر عن حشود كبيرة لقوات طالبان على الخطوط الامامية بمنطقة تاخار، وتوقعت شن هجوم كبير خلال الايام المقبلة يحسم القتال ضد قوات مسعود. واشارت الى ان الكثير من طلبة العلم وهم النواة الاساسية التي تتشكل منها حركة طالبان الحاكمة لم يصلوا بعد الى الخطوط الامامية. واضافت ان هناك الكثير من الافغان العرب من مصريين وجزائريين وسوريين وتونسيين يحاربون فعلا في الصفوف الامامية ضد قوات احمد شاه مسعود زعيم التحالف الشمالي المناوئ لطالبان. ويعتبر طلبة المدارس الدينية في كابل وقندهار، جنودا في «قوات خاصة»، تتلقى الاوامر المباشرة من الملا عمر حاكم طالبان، وكثيرا ما تم استدعاؤهم من قبل باوامر مباشرة من الملا عمر للمشاركة في اعمال الاغاثة الانسانية في المناطق المتضررة من الجفاف الذي يضرب البلاد، منذ اكثر من ثلاث سنوات، والحرب المتواصلة منذ اكثر من عشرين عاما. واثارت سياسات طالبان المتطرفة، منذ وصولهم الى السلطة عام 1996، بسبب تدمير التماثيل الاثرية، وعلى رأسها تمثالان من اشهر تماثيل بوذا في مارس (آذار) الماضي ادانة حتى من العديد من الدول الاسلامية. وتقول طالبان انها تطبق تعاليم الاسلام وتحافظ على التقاليد الافغانية، واعادت الامن والاستقرار الى البلاد، بعد اكثر من 20 عاما من الحرب. وسعت حركة طالبان خلال الشهور الماضية، الى ازالة المخاوف ازاء هذه الحركة الاصولية الحاكمة في كابل بتحسين علاقاتها مع الدول الغربية وبتأكيد قادة الحركة «ان لدى العالم الغربي شكوكا كثيرة ضدهم. وستكون مهمتهم الاساسية تبديد سوء التفاهم، باعتبار انهم جزء من هذا العالم ويريد العيش مع الغير».