بيكر سيلتقي ممثلين عن الجزائر ونواكشوط والبوليساريو 27 أغسطس في ولاية وايومينغ لتحديد أجندة مفاوضات نزاع الصحراء

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر دبلوماسي مطلع في نيويورك ان جيمس بيكر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف ملف الصحراء سيجتمع ما بين 27 و29 أغسطس (آب) الجاري مع وفود تضم الجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، وذلك في ولاية وايومينغ الأميركية حيث يقضي بيكر عطلته الصيفية.

وقال المصدر ذاته ان بيكر سيعرض رسمياً على الجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا مشروع «الاتفاق الاطار بشأن ايجاد حل سياسي لقضية الصحراء الغربية»، علماً ان بيكر لا يرى مخرجاً او حلاً لنزاع الصحراء خارج حل تفاوضي يعطي لسكان المنطقة صلاحيات محلية ويؤمن للمغرب سيادته على اراضيه.

وسيترأس الوفد الجزائري في اجتماع وايومينغ أحمد اويحيى وزير العدل الذي سبق له ان ترأس الوفد الجزائري في اجتماعات لندن وبرلين، بين المغرب وجبهة البوليساريو. بينما يترأس وفد جبهة البوليساريو محفوظ على بيبا. أما رئيس الوفد الموريتاني فلم يحدد اسمه بعد، وكان المغرب قد قبل عرض بيكر كأساس للمفاوضات بينه وبين الجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو الذين اعتبرهم قرار مجلس الأمن اطرافاً في النزاع.

وحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» فان بيكر سيقرر على ضوء اجتماعاته في وايومينغ أجندة المفاوضات التي ستجريها اطراف نزاع الصحراء الأربعة حول الاتفاق الاطار الذي اعتمده مجلس الأمن.

وكانت جبهة البوليساريو في اجتماع هيئتها القيادية الشهر الماضي قد أصدرت بياناً ترفض فيه «رفضاً قاطعاً» مشروع بيكر، ودعت الى العودة الى اعتماد خطة التسوية (الاستفتاء) الذي كان المغرب وجبهة البوليساريو قد وافقا عليها تحت اشراف الأمم المتحدة منذ 12 سنة. كما ان الجزائر قامت بحملة دبلوماسية واسعة للاعتراض على مشروع بيكر، ولكنها في الأيام الأخيرة أبدت بعض الاستعداد لدراسة «الاتفاق الاطار» وربما إدخال تعديلات عليه.

ولقي مشروع بيكر تأييداً من لدن الاتحاد الأوروبي. ففي زيارته الأخيرة الى المغرب عبر خافيير سولانا المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية والدفاع عن تأييد الاتحاد للتوجهات الواردة في مشروع بيكر. كما أن عدداً من الدول الأفريقية وأميركا اللاتينية أيدت هي الأخرى هذا التوجه.

يذكر ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته الأخيرة لواشنطن لم ينجح في تغيير موقف الادارة الأميركية المؤيد لمشروع بيكر.

وكان بيكر قد ترأس اجتماعين في لندن واجتماعاً في برلين في محاولة لايجاد صيغة تتفق عليها الأطراف بالتغلب على العراقيل التي كانت تقف في وجه تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.

وطرح بيكر في اجتماع برلين على المشاركين فيه سؤاله عما اذا كانت الأطراف تقبل بحل سياسي (ما يسمى بالحل الثالث) للنزاع في الصحراء الذي قبله المغرب ورفضته الجزائر وجبهة البوليساريو.

وكان مجلس الأمن في الاجتماع الأخير في يونيو (حزيران) الماضي، قد اعتمد الاتفاق الاطار الذي عرضه بيكر على المجلس والذي يقضي بمنح السكان في الأقاليم الصحراوية نوعاً من الحكم الذاتي داخل السيادة والوحدة الترابية المغربية.