عريقات: الاستيلاء على المؤسسات الفلسطينية في القدس يقضي على أوسلو ويستهدف خلق مرجعيات جديدة لها

إسرائيل: سنواصل تدمير بنية «فتح» في القدس الشرقية

TT

قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان استيلاء اسرائيل على المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية قد اعاد قضية القدس الى الواجهة. وذكر عريقات الذي كان يتحدث للصحافيين امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعتقد خاطئا انه بقيامه بهذه الخطوة قد اسدل الستار على القدس. واوضح عريقات ان شارون يسعى من خلال هذه الخطوة الى تبديل مرجعية السلام وتمهيد الظروف لتحقيق مخططاته السياسية الهادفة الى التوصل لحل مرحلي مؤقت يصمد لفترة طويلة بحيث تواصل اسرائيل فيه الاحتفاظ بـ68% من مساحة الضفة الغربية. واعتبر المسؤول الفلسطيني استخدام اسرائيل لطائرات «إف 16» في قصف المناطق الفلسطينية الى جانب اغلاق المؤسسات الفلسطينية يمثل خروجا استراتيجيا لشارون عن عملية التسوية السياسية». وأشار عريقات الى انه من خلال الاتصالات التي تجريها السلطة الفلسطينية يتبين بشكل واضح ان العالم بدأ يتفهم مغزى الخطوات الاسرائيلية. وأشار الى ان الاستيلاء على المؤسسات الفلسطينية في القدس يعد خرقا لتعهد رسمي لحكومة رابين في العام 93 يقضي بعدم تعرض اسرائيل للمؤسسات الفلسطينية في القدس. وذكر عريقات ان شمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلي في ذلك الوقت قد أرسل الى وزير الخارجية النرويجي هولست باسم حكومة اسرائيل تعهد له فيها بأن تحافظ اسرائيل على عدم التدخل في المؤسسات الفلسطينية في المدينة. واكد عريقات ان الرئيس عرفات لم يوقع على اتفاقية اوسلو الا بعد ان حصل هولست على هذه الرسالة التي اودعت لدى كل من الخارجية الروسية والاميركية.

وأشار عريقات الى ان الكشف عن هذه الرسالة يكتسب اهمية خاصة لا سيما بعد تصريحات وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو التي ادعى فيها ان السيطرة على المؤسسات الفلسطينية في القدس لا تتعارض مع التزامات اسرائيل في اوسلو. واكد عريقات ان اسرائيل لم تبق شيئاً من اوسلو بعد اجراءاتها في القدس. وطالب عريقات الولايات المتحدة واوروبا والدول العربية باتخاذ قرارات «لها أسنان» للتأثير على الحكومة الاسرائيلية واجبارها على الغاء اجراءاتها الاخيرة. وذكر الوزير الفلسطيني ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ارسل برسائل الى كل من الرئيسين الاميركي والصيني ورئيس وزراء ايطاليا بوصفه رئيس قمة دول الثماني ورئيس وزراء بلجيكا بوصفه رئيس قمة الاتحاد الاوروبي للاحتجاج على الخطوة الاسرائيلية، ولمطالبة المجتمع الدولي بالتحرك السريع من اجل اجبار اسرائيل على التراجع عن خطواتها. واوضح عريقات ان الرئيس عرفات ارفق هذه الرسائل بصورة لرسالة بيريس الى هولست. من ناحيتها كشفت الاذاعة الاسرائيلية امس النقاب عن ان الحكومة الاسرائيلية ستواصل اتخاذ الاجراءات لتضييق الخناق على الانشطة السياسية الفلسطينية في القدس، ومن ضمن هذه الاجراءات مطاردة عناصر تنظيم فتح في المدينة، ونقلت الاذاعة عن مصدر كبير في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لا يمكن الاكتفاء باغلاق المؤسسات الفلسطينية اذ انه بامكان عناصر «فتح» نقل انشطتهم الى مبان اخرى. وشدد المصدر على ان اسرائيل ستواصل تدمير البنية التحتية لفتح في القدس الشرقية.

وقد كشفت مصادر اسرائيلية النقاب عن ان اسرائيل اتخذت القرار بالاستيلاء على المؤسسات الفلسطينية في القدس وعلى رأسها «بيت الشرق» في اعقاب تشييع جنازة فيصل الحسيني. وقال رون بن يشاي المعلق العسكري للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء اول من امس ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية اوصت حينها حكومة شارون باتخاذ هذه القرارات لأن الفلسطينيين جعلوا من مسيرة الجنازة مناسبة للتدليل على غياب السيادة الاسرائيلية في القدس الشرقية.