المبعوث الأميركي سيقوم بجولة مفاوضات بين شارون وعرفات

بيريس يطلب من شارون السماح له مرة خرى بلقاء الرئيس الفلسطيني

TT

مع استمرار العمليات والجنازات وفي ظل قلق حقيقي شامل من تدهور خطير في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، يبدأ اليوم الأحد، المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جولة محادثات ومفاوضات غير مباشرة ما بين مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ومكتب الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، على أمل تغيير الوضع وانقاذ المنطقة.

ويستقبل الطرفان ساترفيلد بالشكوك حتى ازاء مدى جدية الولايات المتحدة الأميركية في التدخل لوقف التدهور، إذ يدرك كلاهما ان المبعوث الجديد هو ذو درجة وظيفية منخفضة لا تناسب خطورة الوضع ومستوى المفاوضين (شارون وعرفات). وعليه، فان شارون يواصل عملياته الحربية التوسعية بلا ضوابط، وعرفات يلجأ الى الأوروبيين والعرب لمساعدته على صد شارون ولا يخفي امتعاضه من فظاظة التحيز الأميركي لاسرائيل.

وقد وصف السفير المصري المعتمد لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، محمد رسلان، الوضع بأنه خطير للغاية ويثير قلقاً عميقاً لدى جميع انصار السلام في العالم. وقال: على العالم ان يحذر قادة اسرائيل ويفهمهم بأننا لا نعيش في غابة، وان التصعيد الذي يقومون به لا يحتمل.

وكانت قوات الاحتلال في قطاع غزة قد اجتاحت الأراضي الفلسطينية المحررة لمسافة 1.5 كيلومتر، وقصفت عدة مواقع.

وأعادت احتلال قرية بيت فجار قرب بيت لحم، امس، وانسحبت، لكن ليس قبل ان تنكل بعدة بيوت. ثم اغلقت القرية بطوق عسكري ومنعت الدخول والخروج بحجة قيام فتية بقذف الحجارة باتجاه قوة عسكرية.

وواصلت قوات الاحتلال حصارها المزدوج للمدن الكبرى: رام الله، نابلس، جنين، قلقيلية، طولكرم. وأقامت المزيد من الحواجز العسكرية. ومنعت عبور السيارات الفلسطينية. واعتدت على كل من يعترض.

وقام مستوطنون يهود بقذف الحجارة باتجاه سيارات فلسطينية في منطقة نابلس. وحتى داخل الخط الأخضر، قام يهودي بتحطيم زجاج سيارة أجرة عربية لأحد فلسطينيي 48.

وتطالب عناصر اليمين الاسرائيلي بالمزيد من الضربات للفلسطينيين، باعتبار ان هذا هو الوقت الملائم لتحطيم سلطة ياسر عرفات. وكشف النقاب امس عن ان قيادة الجيش الاسرائيلي تطالب هي ايضاً بتوجيه ضربات اشد. وأدلى رئيس الاركان شاؤول موفاز، بتصريحات بمناسبة انتهاء ثلاث سنوات من خدمته في المنصب وبدء السنة الرابعة والأخيرة له في قيادة الجيش. فقال ان «الحرب» مع الفلسطينيين طويلة ولن تنتهي قبل انهاء الدورة. وانه يتمنى ان يورث لخلفه في هذا المنصب انتصاراً ساحقاً على الفلسطينيين، حتى يتيح له قيادة الجيش في ظل المفاوضات. وأكد ان المفاوضات لن تستأنف قبل ان يحقق جيشه الانتصار.

بالمقابل، ادلى وزير الخارجية شيمعون بيريس بتصريحات، قال فيها ان السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة هو باستئناف الحوار. وكشف النقاب انه تقدم بطلب آخر من رئيسه ارييل شارون، ليقابل الرئيس ياسر عرفت، ويحاول التوصل معه الى صيغة مشتركة لانهاء القتال.

وكان شارون قد رفض ودعوة عرفات لاصدار نداء مشترك لوقف اطلاق النار، لكن بيريس لم يرفض الفكرة. ويرى فيها فاتحة خير قد تؤدي الى تفاهم.